ساحة ملتقى العقول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مصر امى ومبارك ليس أبى ....بقلم امال عريضه

اذهب الى الأسفل

مصر امى ومبارك ليس أبى ....بقلم امال عريضه Empty مصر امى ومبارك ليس أبى ....بقلم امال عريضه

مُساهمة من طرف بنت بورسعيد الأحد 06 فبراير 2011, 10:06 am




لم يكن من المقبول قط أن يخرج "حسني مبارك" مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011،
ليلقي بياناً إلى الشعب المصري إختار كاتبه،- الذي لم يكن بالطبع الرئيس،
وربما كان نقيب الصحفيين مكرم أو وزير الثقافة عصفور أو سيد قراره سرور-
اللعب على أوتار عاطفية لا تغني ولا تسمن من جوع في تلك اللحظات الفاصلة من
تاريخ مصر، مستلهماً سيناريوهات المسلسلات التركية والمكسيكية، ولاعباً
للدور نفسه لابتزاز مشاعر ودموع المصريين -وخاصة المصريات- الذين تذكروا مع
الرئيس الجاثم على صدر الوطن العشرة والعيش والملح، التي لم يتذكرها
الرئيس نفسه على الأقل في العقد الأخير، الذي ركب فيه إبنه وجماعته من رجال
الأعمال على أكتاف في مصر، التي تفننوا في نهشها ونهبها وسرقتها إن لم يكن
تحت إشراف الرئيس، فعلى الأقل بعلمه ومباركته تمهيداً للتوريت الذي بدا
وكأنه السيناريو الذي لا مفر منه بموافقة ومباركة رجال أعمال الحزب الحاكم
الذي لم يكن وطنياً ولا ديمقراطياً.

لقد تحدث "مبارك" في شجن واضح
عن ولادته في مصر، ورغبته في الدفن في أرضها؛ ليتحول الوطن الكبير في نظر
"مبارك" إلى مجرد "مدفن لوكس" لا أكثر ولا أقل، بغض النظر عن الخسائر التي
دفعها ويدفعها شباب مصر على أيدي رجال النظام وعلى رأسهم "العادلي" وزير
الداخلية القديم بمسئوليته عن مذبحة الجمعة 28 يناير 2011، و"وجدي" وزير
الداخلية الجديد بمسئوليته أو على الأقل بعلمه عن موقعة الجمل يوم الأربعاء
2 فبراير 2011. إن "مبارك" بعناده واستعلائه على شعب مصر، لا يريد أن يكشف
عن فهمه لارتفاع فاتورة بقائه التي يمكن تقليل تكلفتها بالاستناد إلى
المادة 139 من الدستور المصري، والتي يتم تجاهلها عن قصد بواسطة إعلامه
ورجاله، وهي المادة التي تتيح له تعيين نائب أو أكثر والتنازل عن أية
صلاحيات يريدها، فيما يشبه التوكيل العام، على أن يمضي أشهره المتبقية في
"شرم الشيخ" كما اعتاد أن يفعل من قبل مع إبنه ورجاله من أعضاء لجنة
السياسات، والتي لم يتم حلها بعد.

ويمكن القول إنه على مدار السنوات
الماضية، لم يتذكر الرئيس سوى أبوته لجمال وعلاء، الذين احتكروا مصر، ولعل
رد الرئيس البليغ قبل سنوات "ما هم ولادك برضه"، لوجيه أباظة وكيل بيجو
السابق في مصر عندما ذهب ليشكو للرئيس من ولديه وانقضاضهمها على توكيل
السيارة الفرنسية الشهيرة وأعوانهما، ليبرر الرئيس لأباظة ما يفعله ولديه
من احتكار وقفز على الجميع وبيع مصر قطعة قطعة وبالجملة لأتباعهما، وعلى
رأسهم "عز" محتكر الحديد وداعم الحزب الوطني الذي رفع سعر الحديد في أعقاب
الانتخابات 300 جنيه، دونما سبب ودون مساءلة، ليبدو الأمر وكأنه مجرد
استرداد للفاتورة التي دفعها في انتخابات مجلس الشعب المزورة لإرادة مصر.
ناهيك عن تجاهله لمئات الكوارث التي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
ضحايا العبارة "السلام" الألف، الذين لم يقف موتهم حجر عثرة في ذهاب
"مبارك" وحاشيته لتشجيع منتخب مصر في نهائي الدورة الأفريقية دون إعلان
الحداد في البلاد، بينما تم لاحقاً تسخير وسائل إعلام مصر في حداد غير رسمي
على وفاة حفيد "مبارك"، الذي بدا واضحاً وجلياً أن رحيله كان أهم من
ضحايانا من الفقراء الطيبين.

إن الرئيس في لعبه على تلك الأوتار
العاطفية للشعب المصري، الذي لا تهون عليه العشرة لأنه ليس "إبن حرام"،
إنما يستمر في ممارسة الكذب والمناورة، ولعب بالنار أدى ويؤدي إلى إشعال
مصر بين المعارضين لتواجده رئيساً، وبين المؤيدين له من الخائفين على لقمة
العيش والراغبين في النوم بأمان. كما إن إصرار رئيس وزرائه الجديد – وليس
رئيس وزراء مصر- على ترديد الأكاذيب نفسها يدفعنا للتساؤل عن السبب وراء
صمت واختفاء الرئيس صاحب بيان الجمعة الفارغ، وبيان الثلاثاء العاطفي ليترك
الساحة لوزرائه ومنهم على حد علمي وزيرة القوى العاملة ووزير البترول
ووزيرة الصناعة، الذين دفعوا بعمال مصر وموظفيها في مظاهرات تقودها جماعات
الشرطة السرية وبلطجية الانتخابات لمعركة ذهب ضحيتها 11 شهيداً ومئات
الجرحى، والتي امتدت 24 ساعة قبل أن يخرج رئيس وزراء "مبارك" ليعتذر، وهو
ما يلقي بظلال من الشك تكشف عن رغبة حكومية في نجاح مجموعات البلطجية في فض
اعتصام التحرير.

وهكذا إذا كانت مصر بحاجة لأب، فلنتفق على أن مصر
هي أمنا والنيل أبونا، ومبارك مثله مثل غيره من فراعين وملوك ورؤساء حكموا
مصر، وأنه لعقود لم يعرف سوى أبوته لجمال وعلاء، وأنه لم يكن قط أبا
للمصريين ولا كبيرا للعائلة المصرية لا هو ولا غيره، وإنما هو رئيس عند
دولة مصر، وبيننا وبينه عقد أصبح باطلا منذ أطلق رجاله ورصاصه وإعلامه على
ناسنا في التحرير بالقتل أحياء وأموات بنهش سمعتهم والحديث عن كونهم قصر
مدسوسين أو خونة لديهم أجندات خارجية، ذلك الإعلام الذي واصل اللعب على
مشاعر خوف أهلنا المعترضين على الصامدين في "التحرير".

كما أن ما
يحدث الآن، من حرص الحكومة على تحويل ميدان "التحرير" إلى مجرد هايد بارك
للتعبير والتنفيس، إنما هو تكرار لتلك الاستراتيجية المباركية التي أتاحت
لوسائل الإعلام قبل سنوات قدرا من الحرية ليقول المعارضون ما يريدون، ويفعل
مبارك ورجاله ما يريدون دون أي التفات أو اهتمام بمطالب المثقفين والشباب
الواعي في استعلاء وعند واضحين، وليضيع الوطن مرات، ولنندم حيث لا ينفع
الندم إذا استمر "مبارك" المغتصب لإرادة شعب خرج ليقول له: إرحل. وليس أصدق
مما قاله الأبنودي في قصيدة الميدان:
السوس بينخر وسارح تحت إشرافك
فرحان بهم كنت وشايلهم على اكتافك
وأما أهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا
كانوا مداس ليك ولولادك وأحلافك
بنت بورسعيد
بنت بورسعيد
عضو راقى
عضو راقى

عدد المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 13/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى