ثورة يناير ...حريه ..تنميه ...عداله إجتماعيه

من طرف بنت بورسعيد الأحد 13 فبراير 2011, 12:12 pm

"سقط مبارك ..فولدت مصر من جديد " هذا ما تعكسه مظاهر الفرح العارمة التي
عمت كل شبر من أرجاء مصر في أول يوم حرية أتي فيه الصباح بلا مبارك وحاشيته
بعد 30 عاما من حكمه، الجميع يحمل علم مصر ويطلقون كلمات التهاني والعزة
والفخر، ربما هذه هي المرة الأولي التي يحمل فيها الشباب علم مصر ليس لتحية
منتخب كرة القدم ولكن يحمله بنوع من الاعتزاز والانتماء ربما لم تراوده
من قبل ، فالشباب الذي كان يبحث عن مخرج من مصر خرج قبل 18 يوما ليصنع ثورة
هي الأول في عمر أقدم حضارة يصنعها جيل الشباب ومع تصميمه وإصراره وتقديم
الشهداء حتى تحقق مطلبه الأكبر برحيل الرئيس مبارك.

فعلي الرغم من
أن ميدان التحرير كان ساحة التظاهر ومركزه إلا أنه تحول منذ مساء 11 فبراير
لمركز الاحتفال حيث قام عشرات الآلاف بتأدية صلاة فجر السبت في الميدان
سبقها ركعتا شكر لله علي النصر ثم بدأت العديد من المجموعات من الشباب ممن
ينتمون للطبقة العليا في المجتمع لتقسيم أنفسهم كمجموعات حيث قامت مجموعة
كبيرة بتولي مهمة تنظيف شوارع وسط البلد وإخلاء الميدان من كافة أشكال
التحصين ضد بلطجية الحزب الحاكم الذين كانوا يهجمون المتظاهرون بالأسلحة
النارية والرصاص الحي بينما انطلقت حملة (يلا ننظف مصر " في كافة أنحاء
الجمهورية لإزالة أثار المظاهرات ، فوسط الأغاني والهتافات تقوم مجموعة
أخري من الشباب بدراسة حجم التلفيات في الميدان وكيفية إصلاحها بينما تبقي
الخيام متمركزة بوسط الميدان ومرابطون بأمكانهم لحين تلبيه كافة المطالب ،
وهناك مجموعة ثالثة قامت بتنظيم المرور بشكل حاضري ودون تكليف من احد وبين
الحين والأخر تجد منهم من يسجد لله شكرا علي النصر مؤكدين أنهم يتنفسون
الحرية ، بينما كانت المجموعة السياسية تقوم بعقد جلسات مطولة أعقبها مؤتمر
صحفي حددت فيها مطالب الشعب وبعد أن قدمت التحية للقوات المسلحة وتحية
لأهالي شهداء الثورة أكدوا أن ثورتهم مازالت قائمة ومستمرة لحين تنفيذ
مطالبهم وحددوها في شكل يؤكد علي الخبرة والوعي والنضج السياسي وتتمثل في
إلغاء حالة الطوارئ فوراً، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين، إلى
جانب إلغاء الدستور الحالي وتعديلاته، وحل مجلسي الشعب والشورى والمجالس
المحلية. ،إنشاء مجلس حكم رئاسي انتقالي يضم خمسة أعضاء من بينهم شخصية
عسكرية وأربعة رموز مدنية مشهود لها بالوطنية ومتفق عليها، على ألا يحق لأي
عضو منهم الترشح لأول انتخابات رئاسية قادمة.

كما تتضمن المطالب
تشكيل حكومة انتقالية تضم كفاءات وطنية مستقلة، ولا تضم تيارات سياسية أو
حزبية تتولى إدارة شؤون البلاد وتهيئ لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة في
نهاية هذه الفترة الانتقالية لمدة لا تزيد على تسعة أشهر، ولا يجوز لأعضاء
هذه الحكومة الانتقالية الترشح لأول انتخابات رئاسية أو برلمانية.
ومن
بين البنود أيضاً، تشكيل جمعية تأسيسية أصلية لوضع دستور ديمقراطي جديد
يتوافق مع أعرق الدساتير الديمقراطية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان،
يستفتى عليه الشعب خلال ثلاثة أشهر من إعلان تشكيل الجمعية.
ويطالب
الثوار أيضاً بإطلاق حرية تكوين الأحزاب على أسس مدنية وديمقراطية وسلمية،
دون قيد أو شرط وبمجرد الإخطار، وإطلاق حرية الإعلام وتداول المعلومات عبر
كل الوسائل، وحرية التنظيم النقابي وتكوين منظمات المجتمع المدني.
وأكد
البيان ضرورة إلغاء جميع المحاكم العسكرية والاستثنائية وكل الأحكام التي
صدرت عنها في حق مدنيين من خلال هذه المحاكم.وناشد الثوار القوات المسلحة
بأن تعلن تبنيها الكامل كل هذه القرارات ومطالب الثورة وانحيازها التام إلى
الشعب،وأكد الثوار أنهم سيقيمون خلال الأيام القادمة عزاء كبير في ميدان
التحرير لشهداء الثورة .
وأضاف الثوار أن جبهة الدفاع عن ثورة الغضب ستكون منوطة بالتواصل مع الجيش لعرض مطالب الشعب وتحديد جدول زمني لتنفيذها

بينما
طرحت عدد من منظمات المجتمع المدني ما أطلقت عليه "خريطة طريق نحو دولة
الحق والقانون " وتتضمن المطالب ذاتها بالإضافة إلي شخصية مدنية تتولى
وزارة الداخلية، وحل جهاز مباحث أمن الدولة باعتباره ركيزة الدولة
البوليسية ومع تأجيل انتخابات الرئاسة وعدم توفير أي حصانة قانونية للرئيس
السابق حسني مبارك.

وفي وسط ذلك خرج المجلس الأعلى للقوات المسلحة
ببيانها ال4 الذي وقف المتظاهرون في ميدان التحرير يتبعونه باهتمام والذي
تناول التزام مصر بكل المعاهدات الإقليمية والدولية، وأن تقوم الحكومة
الحالية والمحافظون بتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.وطالب المجلس
المواطنين بالتعاون مع أفراد الشرطة المدنية، وأن القوات المسلحة على ثقة
بقدرة مصر على تخطي الظروف الدقيقة، كذلك تضمن القوات المسلحة الانتقال
السلمي لسلطة ، ورغم تجاهل البيان لإنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة
المعتقلين وكذلك الإشارة لبدء الحوار مع شباب الثورة والقوي السياسية إلا
أنه قوبل بالترحاب .

وفي الوقت ذاته لجئت وزارة الداخلية لرسائل
SMSلبث روح الطمأنينة بين المواطنين ومطالبتهم بالتعاون معها أو ما يعني
بالمصري "فتح صفحة جديدة " بينها وبين الشعب .وذلكم في وقت ربما يمكن وصفه
بأن مصر عاشت 18 بلا جريمة سرقة ولا تحرش ولا قتل إلا من رجال الشرطة
للمتظاهرين .

وعقب صلاة المغرب إنطلاقت الاحتفالات مجددا في كافة
أنحاء الجمهورية احتفال برحيل مبارك وبين موسيقي السمسمية والأغاني
التراثية والوطنية بين يقوم المصرين بتوزيع الحلوي والشيكولاتة ونسخ CD
عليها التي تحمل خطاب مبارك الأخير وكلمات عمر سليمان التي تلت نص التنحي
عن كرسي الكراسة.

في حين بدأ المتظاهرون في إعداد قائمة بميدان
التحرير تحت عنوان أعداء الثورة وتضم حتى كتابة التقرير 36 أسماء بين
إعلاميين ورياضيين وفنانين وقنوات فضائية ومنها الفنان حسن يوسف وسماح أنور
وزينة وعمرو مصطفي وحسام حسن وإبراهيم حسن وانس الفقى وقنوات بانوراما
والمحور والحياة .

ويبدو أن أسم "التحرير " بات ملهم للعديد من
التجارب الإعلامية حيث قام محمد مصطفي شردي بإصدار صحيفة يومية قبل أسبوع
تحمل اسم "ميدان التحرير" ترصد أحداث الثورة يوميا بيوم وتوزع مجانا
بالميدان ، بينما أطلق مجموعة من الإعلاميين قناة "التحرير " والتي ستبدأ
بثها التجريبي خلال الساعات القادمة وهي كما وصفها القائمون عليها قناة
مستقلة تهدف تبث عبر النايل سات وتهدف إلي معالجة سياسية اجتماعية للواقع
المصري بعد ثورة 25 يناير ويتولي إداراتها أحمد أبو هيبة .

ولكن يبقي أن يتحول 25 يناير لحزب سياسي فهذا ما يطالب به النخبة شباب 25 يناير بينما الشباب يؤكدون أن الوقت لم يحن بعد.

كما
حملت العديد من الحملات التطوعية لإعادة بناء مصر مجدد ودعمها اقتصاديا
اسم التحرير ومنها حملة مجموعة من رجال الأعمال بالخارج لإنشاء صندوق يسمي
صندوق التحرير لمساهمة إقامة مشروعات اقتصادية ضخمة .