محتجون داخل "دوار صحار" لليوم الرابع على التوالي

من طرف **عذاري** الأربعاء 02 مارس 2011, 6:52 am

محتجون داخل "دوار صحار" لليوم الرابع على التوالي

3/2/2011

- وحدات عسكرية من الجيش السلطاني تحيط بمنطقة الهباري وطرقها والمباني الحيوية المهمة مثل مستشفى صحار المرجعي والمركز الصحي والبنك المركزي العماني

**أحد المحتجين: أعمل في الحكومة منذ أكثر من 13 سنة وراتبي لا يتجاوز 200 ريال، مستأجر ولا أملك بيتا، وبعد دفع المصاريف يبقى لي 40 ريالا فقط، فكيف لي أن أوفر المواد الغذائية لأبنائي؟

**ناصر الذهلي: هناك بعض الشباب قاموا بإغلاق الدوار في لوى ولكن الجيش تدخل وفتح الطريق أمام مستخدميه

علي البلوشي: نحن سكان منطقة فلج القبائل قمنا بحماية الممتلكات الكبيرة في المنطقة وهذا دليل واضح على حب وغيرة الشباب في الولاية على مكتسبات هذا الوطن الكاتب صحار - راشد بن أحمد البلوشي وخالد الخوالدي

بدا مشهد الاعتصام في مدينة صحار متداخلاً في يومه الرابع، فبينما يواصل المحتجون اعتصامهم في دوار صحار مسبّبين اختناقات مرورية وتعطيلاً لحركة المرور بين فينة وأخرى، برزت فئة أخرى من بينهم تدعو إلى الاستماع إلى صوت العقل والتعبير عن المطالب بشيء من النظام والتحضر بعيداً عن التسبب في الازدحام وغلق الطرقات، بينما دعا البعض الآخر إلى فض الاعتصام مبيّنا أن مطالب المحتجين قد وصلت إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة وأن جلالته يوليها جل اهتمامه، وأن جزءا كبيرا منها قد تمت تلبيته، كتوفير وظائف للباحثين عن عمل وتوفير 150 ريالا عمانيا لكل باحث عن عمل حتى يحصل على وظيفة.

في الوقت ذاته توافدت منذ الصباح الباكر وحدات عسكرية مختلفة واستقرت بمحاذاة الشارع العام كما أحاطت وحدات عسكرية من الجيش السلطاني بمنطقة الهباري وطرقها والمباني الحيوية المهمة مثل مستشفى صحار المرجعي والمركز الصحي والبنك المركزي العماني.

اللافت في الأمر أن عددا كبيرا من المحتجين هم من الموظفين الحكوميين من فئات القانونيين والمحامين بالإضافة إلى عدد من حملة الشهادات الجامعية وشهادات الدبلوم العام (الثانوية) والتخصصية في عدد من المجالات المهنية. وعند اقترابنا منهم لجسّ النبض حول مطالبهم وما ينادون به فوجئنا أن بعضهم ليست له مطالب إنما جاء للمشاهدة فقط، والبعض الآخر جاء من أجل تحقيق مطالب معينة سيأتي بسط الحديث عنها خلال السطور التالية. هذا وقد شاهدنا خلال وجودنا في وسط المحتجين تحليقاً لطائرة عمودية تجوب الأجواء بينما رصدنا وصولا لعدد من وحدات الجيش قادمة من مسقط ومتجهة إلى ميناء صحار لحمايته وغيره من الممتلكات الحكومية بحسب شهود عيان. المشهد في دوار صحار

في الساعة الحادية عشرة بدأ المتجمهرون في الابتعاد عن الدوار نظراً لعدم توفير مياه الشرب وتأثرهم بحرارة الشمس، بالمقابل نشبت مشادات بين المحتجين أنفسهم، وتبين أن هؤلاء المتظاهرين لا يوجد لديهم من يقودهم بل هناك أفراد تسمع صراخهم ونداءاتهم بالطلب بتجمهر في مكان ما داخل الدوار.

كما أن ما يلفت الانتباه أيضا فضول أصحاب السيارات الذين يتوقفون وسط الشارع مشكّلين اختناقات مرورية ما يدفع المحتجين السلميين بأن يطلبوا منهم المرور حتى لا يعيقوا الشارع.

أحد المحتجين طلب من الجميع الابتعاد عن الشارع معللا ذلك بأن السيارات تحمل عائلات لا يمكن أن نعطل طريقها.. في الساعة الثانية عشرة أصبح الدوار شبه خالٍ من المتظاهرين إلا من فئة قليلة فقط.

وخلال وجودنا وسط المعتصمين استمعنا إلى أحدهم ويدعى سعيد بن خميس البلوشي وهو يحدثهم ناصحاً ومرشداً فيقول "اعلموا بأن من بنى عمان جلالة السلطان ضحى بكل ما عنده من أجلكم أنتم لم تكن هناك مدارس ولا مستشفيات في صحار ولكن اليوم أصبحت صحار عروساً بين الولايات ولا نرضى التخريب إذا كان لديكم مطالب فقد رفعت إلى المقام السامي".

وقد حدثنا سعيد البلوشي موضحاً سبب الاحتقان لدى الشباب من المحتجين: "في الحقيقة هؤلاء المحتجون لديهم مطالب في القوى العاملة فاتجهوا إلى المكتب وطلبوا أن تتم مقابلتهم ولكن للأسف تم رفض مقابلتهم وهذا ما ولد انفجارهم، ونتج عنه ما ترى".

وغير بعيد عن المكان تجمع أكثر من 500 فرد في وسط الدوار بجوار مجسّم الكرة الأرضية يستمعون إلىأحدهم طالبا منهم الهدوء واتباع الوسائل السلمية في عملية التظاهر.

في خضم هذا التجمع حاولنا الوصول إلى أحدهم والاستماع إليهم وما يدور في أذهانهم..

يقول أحمد المقبالي يحمل ثانوية عامة يعمل في القطاع الحكومي: جئت إلى هنا من أجل مشاهدة ما يحدث، أنا والحمد لله أعمل في جهة حكومية، ولديّ دخل، ولكن بهذا الدخل لا أستطيع أن أعيل أسرتي إلا باللجوء إلى الاقتراض من البنوك، وكل ما أريده وضع مادة في قانون الخدمة المدنية تجيز الاقتراض من جهة العمل بحيث يتم استقطاع بدل السكن مثلاً. ويضيف سالم بن راشد الإدريسي يحمل شهادة الإعدادية العامة ولا يزال باحثا عن العمل: ماذا أفعل؟! لقد بلغت من العمر وقد تجاوزت الثلاثين عاما ولم أجد عملاً، هل السبب هي الشهادة؟ وإذا كان كذلك أليس هناك وظائف أخرى استطيع أن أعمل فيها؟ أنا شاب وقادر على التكيف مع كل الظروف الحياتية، وهل سنستمر على صرف 150 ريالا التي تفضل بها مولاي جلالة السلطان أم إيجاد وظيفة بديلة؟

ومن وسط المتجمعين لفت نظرنا أحدهم وكان "ملثّماً" في وضح النهار، أراد أن يقترب منا للحديث، ولكننا رفضنا الحديث معه إلا بشرط أن يزيل اللثام من على وجهه ففعل وقال إن اسمه سعود السعيدي وهو حاصل على بكالوريوس في القانون ويعمل في مكتب محاماة براتب (120) ريالاً عمانياً.

يقول السعيدي: هل يعقل أن أعمل براتب 120 ريالا وأنا أحد مخرجات الجامعة؟ وإلى متى أستمر إلى هذا الحال؟ متطلبات الحياة كثيرة ولا يمكن لي أن أكون على هذا الوضع، مضيفا: نحن من سيبني البلد ونحن سنعمرها، فلماذا لا توجد وظائف لمخرجات الجامعات وتوفير فرص عمل لهم؟ وختم حديثه معنا بالقول "هذا ما دعاني إلى الاحتجاج".

صقر البلوشي يعمل في إحدى الدول المجاورة لم يصرح بها يحمل الثانوية العامة وجاء ليشارك في الاحتجاج يقول: نريد أن نستقر في بلدنا ونبحث لنا عن عمل لا نستطيع أن نحصل على قروض من البنوك العاملة في السلطنة برغم أن هناك شبكات ربط بين بنوك دول مجلس التعاون وهناك قوانين منظمة في مجال البنوك فلماذا يمنعوننا من الاقتراض بضمانات شخصية أو اعتبارية؟ ويتساءل: أليس الأولى أن يكون الاقتراض من بنوك السلطنة ونشعر بأننا في أمان؟ أحد المحتجين وقد ساءت حالته يطالب أن تصل مطالبه إلى الجهات المختصة حيث يقول: أعمل في الحكومة منذ أكثر من 13 عاما وراتبي لا يتجاوز 200 ريال، مستأجر ولا أملك بيتا، بعد دفع كل المصاريف يبقى لي 40 ريال فقط، فكيف لي أن أوفر المواد الغذائية لأبنائي؟ هل أسرق وأحتال على المال العام؟.. الحياة صعبة، والظروف تزداد يوماً بعد يوم، والأولاد بحاجة إلى المتطلبات المدرسية والخاصة، من أين لي بتوفير هذه المستلزمات؟

توقف الحركة التجارية

في المساء لم نلاحظ أن هناك حركة تجارية، وعندما سألنا عن السبب قيل لنا بسبب المجموعة التي تقوم بالتجمع وخشية من اقتحام المحلات، الحركة التجارية في معظم صحار شبه متوقفة لاسيما في الفترة المسائية والمحلات القريبة من دوار صحار نظرا لتجمع المتظاهرين حولها.

أحد الوافدين لديه محل تجاري يقول: أنا خائف على محلي وربما سأفكر بالانتقال إلى ولاية أخرى إذا تكرر الأمر إلى أبعد من أيام مشيرا إلى أن محله به حركة تجارية نشطة.

كما لاحظنا عددا من المؤسسات التجارية في مجال المواد البناء قد أغلقت بسبب هذه التجمعات، كما أن جميع آلات الصرف الآلي للبنوك قد أغلقت وكتب عليها رسالة "نأسف لهذا الخلل الطارئ".

لاحظ بعض الإعلاميين في الوسائل العربية والأجنبية التي تنقل الأحداث بأن شبكات الإنترنت أصبحت ضعيفة ومن الصعوبة التواصل مع مؤسساتهم لنقل الأخبار مما وضعوا تساؤلاً حول ما إذا كانت هناك تدخلات في عملية بطء "الإنترنت".

إقبال على مكتب القوى العاملة

في الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة رصدنا مجموعة من الباحثين عن عمل يقفون في طابور أمام مكتب المديرية العامة للقوى العاملة بصحار لاستلام استمارة تحديث البيانات وأخرى استلام استمارة باحث عن عمل.. اقتربنا من أحدهم ويدعى عيسى بن محمد العجمي وحدثنا قائلا: هذا ما نأمله من جلالة السلطان.. إيجاد وظائف عمل لأبنائنا الذين ظلوا فترة طويلة بلا عمل وأن دور الحكومة في هذا الجانب نثمنه لها واليوم جئنا لتكملة البيانات من أجل الحصول على وظيفة. ويؤكد فيصل بن عبدالله العجمي: الحمد لله على كل حال، لقد سعدنا بهذا الأمر والذي من شأنه إيجاد وظائف لكل شاب عماني يسعى إلى الاستقرار.

أعمال التنظيف

وفي مشاهدة اخرى تعكس الوضع العام في صحار امس شوهد منذ الصباح الباكر ونتيجة عدم وجود أي شخص من المحتجين في دوار صحار قيام مكتب تطوير صحار من خلال دوائره ومكاتبه بأعمال تنظيف طالت المواقع المخربة مقابل قيادة شرطة منطقة الباطنة القديمة وعند دوار صحار.

الأوضاع مستقرة

في طريقي إلى ولاية صحار قادما من الخابورة في حدود الساعة الثامنة والنصف كنت أحسب حساباً للتأخير الذي يمكن أن أصادفه عن دوار صحار وزاد من مخاوفي استمرار عمل نقاط التفتيش الخاصة بالجيش بالقرب من بوابة صحار ولكن عندما وصلت إلى الدوار وجدت أن الحركة المرورية مفتوحة ولا يوجد أي شخص من المحتجين واستبشرت خيرا بأن الأوضاع قد انتهت ولكن وفي حدود الساعة العاشرة والنصف لاحظت وجود عدد من الأشخاص المتجمهرين إلى جانب وجود عدد يشاهد من أطفال وشباب وكبار كانوا يراقبون ما يحدث ومتأسفين للأوضاع الجارية.

وبعد ساعتين وتحديدا في حدود الساعة الثانية عشرة ونصف تقريبا قام عدد من المحتجين بقطع الطرق المؤدية الى الدوار بحواجز حديدية وبلاستيكية أمام نظر أفراد الجيش وعندما سألنا المسؤولين بالجيش قالوا إن الجيش لا يريد المصادمة مع أي محتج وأنهم في خدمة وحماية المواطنين والموجودين والقاطعين للطريق فقط.

انتقال المواجهات إلى ميناء صحار

قام عدد من المحتجين والمخربين بالتوجه نحو ميناء صحار وبحسب المصادر المتوافرة لدينا أن أحد المحتجين قام بإطلاق رصاص على الجيش المتواجد لحماية الميناء واستطاع الجيش الإمساك به دون أن تحدث هناك مناوشات بين الجيش وهؤلاء الشباب، كما أن دوار الميناء على الشارع العام هو الآخر قد قام محتجون بإغلاقه والقيام بعمليات تفتيش للمارة وبحسب شاهد عيان إنه تحدث بعض التصرفات غير اللائقة وغير الأخلاقية.

لا يعبرون عن أهل شناص الأوفياء

خلال تواجدنا في دوار صحار رأينا خامات من الشباب المخلص المتفاني لخدمة المجتمع يقوم بعملية تنظيم لحركة المرور إلى جانب الجيش المتواجد في الدوار حيث التقينا عمر العوضي من ولاية شناص فقال: إن الوضع الذي تمر به البلد يتطلب وقفة جميع المخلصين والشرفاء للذود عن مكتسبات البلد وحماية المواطنين والمقيمين من المخربين، وعندما سألناه على أن هناك أصابع تشير إلى أن من يقوم بهذه التخريبات من أهالي ولاية شناص، قال العوضي: إن هذا غير صحيح وأن المواطنين في ولاية شناص يحبون وطنهم وسلطانهم وأهلها أوفياء وشرفاء وأنه إذا قام شخص بالتخريب فهذا لا يعبر عما يكنه الأهالي تجاه هذا الوطن من حب وإخلاص وتظل هذه تصرفات فردية إن سلمنا بحدوثها ويمكن أن تحدث من أي شخص في أية ولاية أخرى.

الوضع الحالي لا يسر صديقا ولا عدوا

كما التقينا علي بن ناصر الذهلي من ولاية لوى عند دوار صحار فقال: إن هناك بعض الشباب الذين قاموا بإغلاق الدوار في ولاية لوى ولكن الجيش تدخل وفتح الطريق أمام مستخدميه، مشيرا إلى أن الوضع الحالي لا يسر صديقا ولا عدوا وأن بعض المحتجين للأسف الشديد مطالبهم واهية وغير منطقية وأن بعضهم يمضي وقته في دوار صحار، وأكد الذهلي أن المطالب الحقيقية والاعتصام السلمي يرحب بها الجميع وأن التخريب والتكسير وإتلاف الممتلكات يقف الجميع ضده ويستقبحه.

حب وغيرة الشباب على مكتسبات الوطن

كما التقينا علي بن سعيد البلوشي من ولاية صحار فقال: إننا نحب ولايتنا ونغار عليها وأن المخربين للأسف الشديد ليسوا من ولاية صحار وأن الشباب في الولاية عملوا على تشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات في الولاية وبالفعل قد نجحوا في المحافظة على هذه الممتلكات ونحن سكان منطقة فلج القبائل قمنا بحماية الممتلكات الكبيرة في المنطقة وهذا دليل واضح على حب وغيرة الشباب في الولاية على مكتسبات هذا الوطن.

أضرار بالممتلكات العامة:

1- إحراق مبنى المديرية العامة للقوى العاملة بمنطقة الباطنة وحرق وتكسير عدد من سيارات المديرية. 2- تكسير عدد من سيارات المديرية العامة للتنمية الاجتماعية لمنطقة الباطنة. 3- إحراق أجزاء من المجمع الصحي القديم (عيادة الأسنان). 4- إحراق منزل وممتلكات سعادة السيد والي صحار بالكامل وعدد من السيارات. 5- تكسير الواجهة الأمامية لمبنى دائرتي الشؤون الفنية والإعلام والعلاقات العامة بمكتب تطوير صحار وإحراق عدد من سيارات المكتب المركونة بجانب المبنى. 6- تكسير وتخريب الأجهزة الكهربائية والأعمدة الحديدية وواجهات الدوار والمزروعات وشبكة المياه. 7- إتلاف أنابيب مشاريع الصرف الصحي بالقرب من قيادة شرطة منطقة الباطنة القديمة.

أضرار بالممتلكات الخاصة:

1- سرقة مركز اللولو هايبر ماركت وإحراقه بالكامل.

2- سرقة المركز التجاري التابع لمحطة بترول (شل) بمنطقة الهمبار وتكسير واجهته.

3- إحراق عدد من سيارات المواطنين والمقيمين الخاصة.

الشبيبة