ساحة ملتقى العقول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن ..

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن .. Empty قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن ..

مُساهمة من طرف سجده الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 2:37 pm

ذكر أصحاب القرية في القرآن الكريم

قال الله تعالى في سورة يس من الآية رقم 13 إلى الآية رقم 29 :

" واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما

فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من

شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ

المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا

طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى

قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد

الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني

شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون *

قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين *

وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة

واحدة فإذا هم خامدون " .



سيرتهم

يحكي الحق تبارك وتعالى قصة أنبياء ثلاثة بغير أن يذكر أسمائهم ، كل ما

يذكره السياق أن القوم كذبوا رسولين فأرسل الله ثالثا يعزرهما.

ولم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية ، وقد اختلفت

فيها الروايات.

وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد

شيئا في دلالة القصة وإيحائها .

لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم وقالوا :

(( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ))

وهذا الاعتراض المتكررعلى بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك

كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول.

قد كانوا يتوقعون دائما أن يكون هناك سر غامض في شخصية الرسول وحياته

تكمن وراءه الأوهام والأساطير..

أليس رسول السماء إلى الأرض فكيف يكون شخصية مكشوفة بسيطة لا أسرار

فيها ولا ألغاز حولها ؟

وهذه هي سذاجة التصور والتفكير ، فالأسرار والألغاز ليست صفة ملازمة

للنبوة والرسالة ، فالرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية ، وحياة الرسول هي النموذج

الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي.

النموذج الذي يدعو قومه إلى الاقتداء به ، وهم بشر ، فلا بد أن يكون رسولهم

من البشر ليحقق نموذجا من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.

وفي ثقة المطمئن إلى صدقه ، العارف بحدود وظيفته أجابهم الرسل:

إن الله يعلم ، وهذا يكفي.

وإن وظيفة الرسل البلاغ ، وقد أدوه ، والناس بعد ذلك أحرار فيما يتخذون

لأنفسهم من تصرف ، وفيما يحملون في تصرفهم من أوزار ، والأمر بين

الرسل وبين الناس هو أمر التبليغ عن الله فمتى تحقق ذلك فالأمر كله بعد ذلك

إلى الله.

ولكن المكذبين الضالين لا يأخذون الأمور هذا المأخذ الواضح السهل اليسير

ولا يطيقون وجود الدعاة إلى الهدى ويعمدون إلى الأسلوب الغليظ العنيف

في مقاومة الحجة لأن الباطل ضيق الصدر.

قالوا :

إننا نتشاءم منكم ، ونتوقع الشر في دعوتكم ، فإن لم تنتهوا عنها فإننا لن

نسكت عليكم ، ولن ندعكم في دعوتكم :

(( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ))

هكذا أسفر الباطل عن غشمه ، وأطلق على الهداة تهديده ، وبغى في وجه كلمة

الحق الهادئة .

ولكن الواجب الملقى على عاتق الرسل يقضي عليهم بالمضي في الطريق :

(( قالوا طائركم معكم ))

فالقول بالتشاؤم من دعوة أو من وجه هو خرافة من خرافات الجاهلية.

والرسل يبينون لقومهم أنها خرافة ، وأن حظهم ونصيبهم من خير ومن شر

لا يأتيهم من خارج نفوسهم ، إنما هو معهم ، مرتبط بنواياهم وأعمالهم

متوقف على كسبهم وعملهم.

وفي وسعهم أن يجعلوا حظهم ونصيبهم خيرا أو أن يجعلوه شرا.

فإن إرادة الله بالعبد تنفذ من خلال نفسه ، ومن خلال اتجاهه ، ومن خلال عمله.

وهو يحمل طائره معه ، هذه هي الحقيقة الثابتة القائمة على أساس صحيح.

أما التشاؤم بالأمكنة أو التشاؤم بالوجوه أو التشاؤم بالكلمات ، فهو خرافة لا تستقيم

على أصل .

وقالوا لهم : (( أَئِن ذكرتم ))

أترجموننا وتعذبوننا لأننا نذكركم .

أفهذا جزاء التذكير ؟

(( بل أنتم قوم مسرفون ))

تتجاوزون الحدود في التفكير والتقدير ، وتجازون على الموعظة بالتهديد والوعيد

وتردون على الدعوة بالرجم والتعذيب .



الجهر بكلمة الحق

لا يقول لنا السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء ، إنما يذكر ما كان من أمر

إنسان آمن بهم ، آمن بهم وحده..

ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة ..

جاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق ، وفي كفهم

عن البغي ، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين.

ويبدو أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان ، ولم تكن له عشيرة تدافع عنه إن وقع

له أذى ، ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة

إلى أقصاها.

فقال لهم :

اتبعوا هؤلاء الرسل ، فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ، وهو لا يطلب أجرا

ولا يبتغي مغنما ، إنه لصادق.

وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفا من الله ؟

ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة ؟

ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة ؟

والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم ، وهو لا يجني من ذلك كسبا

ولا يطلب منهم أجرا ؟

وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم ، فهم يدعون إلى إله واحد ، ويدعون إلى

نهج واضح ، ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض ، فهم مهتدون

إلى نهج سليم ، وإلى طريق مستقيم.

ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه ، ويناشد فيهم الفطرة التي

استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم.

فلقد تسائل مع نفسه قبل إيمانه ، لماذا لا أعبد الذي فطرني ؟

والذي إليه المرجع والمصير ؟

وما الذي يحيد بي عن هذا النهج الطبيعي الذي يخطر على النفس أول ما يخطر ؟

إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها ، تتجه إليه أول ما تتجه ، فلا تنحرف عنه

إلا بدافع آخر خارج على فطرتها ، والتوجه إلى الخالق هو الأولى.

ثم يبين ضلال المنهج المعاكس ، منهج من يعبد آلهة غير الرحمن لا تضر ولا تنفع..

والآن وقد تحدث الرجل بلسان الفطرة الصادقة العارفة الواضحة يقرر قراره

الأخير في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين.

لأن صوت الفطرة في قلبه أقوى من كل تهديد ومن كل تكذيب:

(( إني آمنت بربكم فاسمعون ))

هكذا ألقى بكلمة الإيمان الواثقة المطمئنة ، وأشهدهم عليها ، وهو يوحي إليهم

أن يقولوها كما قالها ، أو أنه لا يبالي بهم ماذا يقولون .



استشهاده المؤمن ودخوله الجنة

يوحي سياق القصة بعد ذلك أن القوم الكافرين قتلوا الرجل المؤمن.

وإن كان لا يذكر شيئا من هذا صراحة ، إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها

وعلى القوم وما هم فيه ، ويرفعه لنرى هذا الشهيد الذي جهر بكلمة الحق

متبعا صوت الفطرة ، وقذف بها في وجوه من يملكون التهديد والتنكيل.

نراه في العالم الآخر ، ونطلع على ما ادخر الله له من كرامة ، تليق بمقام

المؤمن الشجاع المخلص الشهيد :

(( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني

من المكرمين ))



إهلاك أصحاب القرية بالصيحة

كان جزاء الطغيان أهون على الله من أن يرسل عليه الملائكة لتدمره.

فهو ضعيف ضعيف :

(( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت

إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ))

لا يطيل هنا في وصف مصرع القوم ، تهوينا لشأنهم ، وتصغيرا لقدرهم

فما كانت إلا صيحة واحدة أخمدت أنفاسهم ، ويسدل الستار على مشهدهم

البائس المهين الذليل .


سجده
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 1079
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
الموقع : مــصــــــــــــــــــــــــــر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن .. Empty رد: قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن ..

مُساهمة من طرف dandana ali الخميس 11 أغسطس 2011, 10:37 pm

موضوع رائع ياسجودتى جزاكى الله خيرا
dandana ali
dandana ali
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 2398
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
العمر : 33
الموقع : مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن .. Empty رد: قصة أصحاب القريه ...من قصص القرآن ..

مُساهمة من طرف عذاري الأحد 14 أغسطس 2011, 8:36 am




روووووووووووعه

بسلمووووو

جزاكي الله خيرا
عذاري
عذاري
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى