لوحة الحياة

النهارده بعد ماخلصت الكلية .. روحت البيت .. وبعدين لقيت أصحابى بيجهزوا .. علشان هايروحو .. ويقضوا اجازة العيد كل واحد مع اسرته .. فسلمت عليهم .. واتفقنا نطمن على بعض .. ونتصل نعيد على بعض .. وبعدين خرجوا .. وقفلت الباب . وفجأه ..!! صمت شديد .. ايه ده .؟ انا هاقعد لو حدى .. لا لا لا .. انا زهقان ومش عاوز اقعد كده .. ومن الجميل ان كليتى فى مدينة ساحلية ..فقررت أخرج فى جولة .. اقعد شوية على البحر .. قد ايه بستريح اووى ..لما بشوف الطبيعه .. بحر او حدائق خضرا.. وفعلا جهزت نفسى .. وخرجت .. وبعد لحظات كنت قريب من البحر .. فرحت اووى .. وحسيت بسعاده فى قلبى .. وكالمعتاد .. فيه صخرة كنت دايما كل ما اروح المكان ده .. اجلس عليها .. وفعلا وصلت ليها .. وجلست .. ومن اسنجامى الشديد .. بالبحر .. ماحسيتش باى حد حواليا .. وبعد فترة .. هزيت رأسى وبصيت ..ايه ده ..؟ دانا لوحدى فى المكان .. آآه يانى .. هاقعد لوحدى برضه .. يعنى اسيب البيت علشان لوحدى .. واجى البحر علشان اقعد لوحدى .. وفجأه . وانا بتكلم مع نفسى .. لقيت صوت بيرد عليا ويقول .. لا انت مش لوحدك .. فاستغربت .. وبدات ضربات قلبى تزيد .. ومافيش على لسانى غير كلمة واحده .. مين .. مين اللى بيتكلم ..؟

فبصيت شمال ويمين ..مافيش حد خالص .. اكيد بيتهيألى .. خلاص لازم أرضى بالواقع .. لوحدى لوحدى مش مشكلة .. المهم .. استمتع باللحظات الجميلة قدام البحر .. وفعلا غمضت عينى .. وأخدت نفس عميق .. لدرجة انى حسيت انى هاسحب كل الاكسجين اللى فى المدينة كلها .. ههههههه . ويحصل اللى عمرى ما كنت اتخيله .. حد قاعد جنبى .. ماسك بايدى .. وطلب منى ما افتحش عينى .. فقولتله ليه مش عاوزنى اشوفك .. قالى حقيقتى مش حاجه حلوة .. بالعكس دى حاجه كلها تخوف .وتحزن .. وتشيلك الهم .. ولو انت بصيت ليا مرة واحده .. هافتنك بجمالى .. وهاتتعلق بيا .. نصيحة منى بلاش .. تفتح عنيك .. خايفه عليك ..


قعدت افكر .. ايه الكلام اللى بيقوله ده .. ومين ياترى يكون الشخص اللى ممكن افتن بيه واتعلق بيه .. لدرجه انى اعيش فى هم وتعب .. وفضولى ..غلبنى .. لا لا انا لازم افتح عينى ..وفجأه ..فتحت .. لكن العجيب مافيش حد موجود .. ايه ده معقولة .. راح فين ..؟ انا متاكد ان كان فيه حد بيكلمنى .. وفضلت اروح واجى .. وابص من قريب ومن بعيد .. مش شايف حد خالص .. وسرحت بخيالى افكر فى كلام الشخص المجهول ده .. واستقريت بنظرى لمركب جاى وبيقرب من الشاطئ .. جذب المركب انتباهى .. وفضلت ابص عليه كتير .. واشوف الموج وهو بيعلى اووى .. لدرجة انى حسيت ان المركب هيغرق .. ومرة يكون الموج هادى .. فيمشى المركب .. وهو مستقر ومبسوط .. وكان على المركب مجموعه من الناس .. وفى الكبينة الخاصة بالقيادة .. كان موجود شخص واحد بس .. وبصراحه .. ساعتها حسيت . بهدوء داخلى جوايا .. خلانى .. اعمق التفكير .. واسرح بخيالى .. فى تعبير ..للمنظر اللى قدامى .. اشبه بلوحة للحياة .. تخيلت ان البحر ..هى الدنيا .. وان المركب اللى مشى فوق البحر .. دى انا .. والموج اللى بيعلى ويحاول يغرق المركب .. دى والشهوات والاخطاء اللى بتقابلنا فى حياتنا .. بتحاول تغرقنا .. وتوقفنا .. لكن من نعمة ربنا وحبه لينا .. ييسر لينا اعمال الخير .. والايجابيات فى حياتنا .. فتحاول تعدل المركب وترجعه لوضعه الصحيح .. والشخص اللى فى الكبينة واللى بيقود المركب ده .. ده قلبى .. اللى بيقود حياتى كلها .. يأما للطريق الصح .. او للطريق الخطأ .. والاشخاص اللى فوق المركب .. دول جنودى اللى بيساعدونى .. انى اقود مركبى .. ويتعاونوا معايا انى اوصل بالمركب الى بر الامان .. والجنود دول .. يبقوا اللسان .. والبصر .. والاعضاء ..والاحساسيس والمشاعر .. لو انا سيبتهم من غير ما اتحكم فيهم .. هايخطاؤ كتير ..ويعملو حاجات تغضب ربنا .. وهاتفاجئ ان عددهم بيزيد .. لانهم خرجو من تحت سيطرتى .. فممكن عددهم اللى زاد على حده .. يغرق مركبى ..

وقعدت افكر ..فى التعبير الرائع .وحقيقة حياتى اللى شايفها قدامى .. ومع ابتسامة شفايفى .. ذهب عقلى ليسأل . ياترى مين اللى كان بيكلمنى .. ويقصد ايه من كلامه .. وخلال صمتى .. ظهرت قدامى .. امرأة .. جميلة اووى .. فتنت عنيا اول ما شوفتها .. ما تمالكتش نفسى .. رحتلها .. سألتها عن اسمها .. فقالت ليا .. انا الدنيا .. فقولتلها .اهلا وسهلا .. لكن الصوت ده انا عارفه .. انا سمعته قبل كده .. ياترى فين .. ايوة افتكرت .. مش انتى الشخص اللى مسك ايدى وطلب منى ما افتحش عينى .. وافضل مغمض .. والا هاشوف حياة كلها عذاب والم .. فابتسمت وقالت .. ايوة انا .. انا الدنيا .. جميلة اووى ..كلى فتن وكلى شهوات .. اللى بيشوفنى بيحبنى اووى وبيتشد ليا .. وبيتعلق لدرجة انه ما بيفكرش غير فيا بس .. لكن ياريت كل الناس زيك .. !!

فاستغربت ..يعنى ايه .. قصدك ايه .. ؟؟ قالت وقت ما كلمتك . وعرفتك حقيقة الدنيا .. طلبت منك تفضل مغمض عينك .. خليك عايش فى خيالك .. فى الظلمة .. ما تبصش للدنيا .. ولا تتمتع بيها .. خليك زى مانت ..من وقت ما تتولد لحد ما تموت .. لكن انت رفضت الاستسلام .. وقررت تشوفنى وتتحدى نفسك .. وشهواتك .. وتثبت ذاتك .. وثقتك فى نفسك .. وعلشان كده كافأتك .. وخليت عينك تشوف حقيقة نفسك .. وحياتك .. عن طريق المركب اللى فى البحر ..
اياك انك تخاف او تستسلم .. خلى عندك اصرار وعزيمة .. توصل بالمركب بتاعتك .. افتح دايما عنيك .. وعيش التجربة .. حتى لو هاتفشل الف مرة .. لكن الاكيد انك هاتستفاد من تجاربك .. وهاتنجح .. قلبك هو اللى بيقودك .. وهو مصدر سلطتك .. واللى بيصدر معلومات علشان جنودك تتبع تعليماته .. فلو كان قلبك كله خير حب .. ومعانى ايجابيه .. هايخرج من جواك احساس ايجابى .. يكسر الصخر .. ويحقق المستحيل ..

الحياة .. ربنا خلقها .. وجعل فيها الكون بكل ما فيه .. وخلقنا علشان نكون خلفاء .. ونعمر فى الارض .. وجعل لينا دين .. من اعظم الأديان .. الاسلام ..طول عمره الاول ..وكان بداية لانطلاق التميز فى كل المجلات .. وساد العالم كله شرقا وغربا .. احنا كمان ..ده وقتها بجد .. نرجع للأسلام مجده .. محتاجين نتميز فى شغلنا وفى دراستنا وفى حياتنا ..
اوعى تكون مستنى دافع يقويك .. اوعى تعلق طموحاتك على مجهول ..أو تجعل بداية انطلاقك للنجاح والالتزام مرتبطه ..بشخص اوأمنيه .. صدقنى دافعك هو نفسك .. اصرخ من جواك . طلع دوافعك من ذاتك ..ما تستقلش بنفسك .. تحدى خوفك ..وضعفك .. قوى علاقتك بربنا وبحب رسوله صلى الله عليه وسلم .. وابدأ دلوقتى .. ومتخافش ..ان شاء الله مركبك هاتوصل ..

اختم كلامى بقصة جميلة اووى .. عجبتنى لما سمعتها .. كان فيه يوم شاب ..جواه خير كتير .. حاسس انه عاوز يكون حاجه فى المجتمع .. حاسس انه ممكن ينجح ويحقق ذاته .. بس مش لاقى دافع يشجعه .. فكان بييأس دايما .. ويستسلم .. وعاجباه حياته كده ..ومستنى اللحظة اللى هيلاقى فيها الدافع اللى ياخد بأيده .. الناس وصفوا ليه ان فيه حكيم صينى .. يقدر يساعده .. انه يلاقى الدافع اللى محتاجه .. وفعلا راح الشاب عند الحكيم الصينى .. واول ما دخل ..قعد الشاب يقوله .. ساعدنى ..انا عاوزك تدينى الدافع اللى هيخلينى انجح .. فابتسم الحكيم الصينى .. وطلب اناء فيه ماء .. وطلب من الشاب يقرب وجهه من الاناء .. وفعلا الشاب عمل كده .. وفجأه .. ضغط الحكيم على الشاب .. ونزل وجهه فى الماء .. فى البدايه الشاب ما اتحركش واستسلم للوضع .. وبعد فترة ..بدأ الشاب يرفع راسه .. وبقوة . ويحرك راسه بعنف .. علشان يخرج راسه من الاناء اللى فيه ماء .. واول ما طلع .. قال للحكيم .. انت مجنون .. انت كنت هاتموتنى .. فابتسم الحكيم الصينى .. وقاله .. دلوقتى تقدر تروح .. لانك بقى عندك الدافع اللى يساعدك فى تحققيق نجاحك .. فرد عليه الشاب .. دافع ايه .. انا مش فاهم حاجه.. فقاله الحكيم الصينى .. انا قى الاول لما ضغط على راسك فى الماء .. انت ما اتحركتش ..لان دوافعك كانت قليله .. وكنت راضى بحالك .. لكن أول ما حسيت انك هاتتخنق .. وممكن تموت .. وتفقد حياتك .. زادت دوافعك .. وقاومت . وتحديت ضغط ايدى .. لحد ما خرجت نفسك .. دوافعك الحقيقية .. من جواك انت .. انت اللى لازم تخرجها .. ما تستناش حد .. فضحك الشاب .. وقال للحكيم انا متشكر جدا ليك .. انا دلوقتى فهمت الدرس ..


اخرج من الظلمة تعيش .. يتنفس الحلم الامل ..ده الياس ليل ما بينتهيش .. والنور على شط العمل

ياصاحبى قوم يكفى اللى فاتك .. قوم يالا حقق أمنياتك .. قوم جرب تصنع حياتك .. طير بجناحك فى الحياة

ازرع امل تحصد آمان .. تولد سمانا فجرها .. غير زمانك والمكان .. الأرض تطرح فرحها

واغزل خيوط الشمس نور .. واغرز امانينا وثور .. قوم عدى ما يهمكش سور .. واخلص ايمانك بالاله

يارب كلنا .. ما نغمضش عنينا .. ونعرف حقيقة الدنيا حوالينا .. ونقبل التحدى ..
احسبها صح .. هاتعشها صح
منقووووووووووووووووووووووووول

جزانا واياكى يا عذورة يا حبيبتى

حلووووووووووووووووه جداااااااااااا

جزاكى الله كل خير ياقلوبه

شكرا يا قلب على الموضوع الجميل

لحوظة
دودو حبيبتى
فاروق المصرى
متشكرة جداااااااااااا على مروركم وردكم الجميل