عمرو بدر يكتب : احداث بوزيد من تونس الى القاهره
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عمرو بدر يكتب : احداث بوزيد من تونس الى القاهره
في نفس الوقت الذي كانت فيه تونس تشتعل بالمظاهرات الغاضبة في مدينة
سيدي بوزيد احتجاجا علي قيام شاب تونسي باشعال النار في نفسه بسبب معاناته
من الفقر و البطالة و الملاحقات الامنية و في نفس الوقت الذي امتدت فيه
مظاهرات سيدي بوزيد الي عدد من المدن و القري التونسية المحاصرة بالفقر و
البطالة والقمع و التهميش لدرجة وصلت الي تحذيرات من وصول الاحداث
المشتعلة الي عصيان مدني شامل كانت الصحف المصرية تنشر خبرا عن انتحار شاب
مصري لا يزيد عمره عن 19 عاما بسبب الفقر ايضا و لعدم قدرته علي استكمال
الحياة و الدراسة التي وصل فيها لنجاح اهله لان يكون طالبا في كلية الطب .
ما بين تونس و مصر هناك العديد من الازمات و البلاوي المشتركة بداية من
الفقر الذي طال قطاعات واسعة جدا من المجتمع هنا و هناك و مرورا بوجود
نظامي حكم يعتمدان علي القبضة الامنية الحديدية و يحكمان بلا شرعية شعبية و
بلا شرعية اجتماعية و بلا جمهور يدافع عنهما فضلا عن ان النظامين يشتركان
معا في الاستئثار بالسلطة و حصار اي معارضة لحكمهما ووجود الاف المعتقلين
في سجون النظامين و قيام السلطتين بفرض حصاركامل علي الحريات العامة و علي
رأسها حريات الرأي و التعبير و الاعلام و التجمع و التظاهر .
اما عن
البطالة فتكاد تكون نسب العاطلين في البلدين متقاربة للغاية – حسب العديد
من الدراسات الاقتصادية – مع الفارق في عدد سكان البلدين بالطبع .
معني
هذا ان المظاهرات التونسية التي امتدت من مدينة واحدة الي عدة مدن لم يكن
حادث اقدام الشاب التونسي علي اشعال النار في نفسه هو محركها بل انها القشة
التي قصمت ظهر البعير - كما يقال - بمعني انه كان مجرد حادث فردي حرك
المجتمع بأكمله لمواجهة ازماته المتلاحقة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و
امتدت الاحداث من سيدي بوزيد الي كل مدينة و قرية تعاني نفس ما تعانيه هذه
المدينة من ازمات كبري و هنا كان لابد من التساؤل الطبيعي : لماذا ثار
التونسيون بعد وصول الازمات لقيام شاب بإشعال النار في نفسه بينما لم يتحرك
المصريون رغم وجود حادث مشابه في نفس التوقيت و رغم تشابه الظروف
الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بين البلدين حسب ما قدمنا .
الاجابة
تبدو امر من اثنين اما ان الشعب المصري لا يثور مطلقا و لن يكون مؤهلا في
يوم من الايام للخروج من بيت الطاعة الذي وضعته فيه السلطة الحاكمة رغم
فشلها المتكرر عبر سنوات طويلة في حل ازماته العميقة ، و هو امر ينفيه
التاريخ فقد ثار المصريون علي مدار تاريخهم ضد الفقر و الظلم و القمع و
انتصروا لحقهم في العيش بكرامة و حرية و عدالة .
اما الاجابة الثانية
فهي أن النخبة السياسية في مصر اصبحت غير متواصلة و منقطعة الصلة بالشعب
المصري بما يجعل من اي تحرك شعبي امر في غاية الصعوبة دون وجود مرشد يوجه
الناس و يحرضها علي رفض الظلم و الفقر الذين وصلا لمراحل غير مسبوقة في
تاريخ مصر بأكمله .
و مع ذلك فإن هناك مؤشرا يبدو طيبا في الامر كله و
هو ان احدا لم يكن يتوقع ان يأتي اليوم الذي يتحرك فيه الشعب التونسي بهذه
الشجاعة و الروعة ضد نظامه المستبد وان يصل لمرحلة تشبه بالفعل العصيان
المدني العام بل اكاد ازعم ان النظام الحاكم هناك تفاجأ بالامر برمته و لم
يصدق ما يحدث ، فلدي كل نظام من هؤلاء ما يطمئنه بأن قبضته الامنية و
سيطرته القمعية تفوق اي قدرة للشعب المظلوم علي الحركة - او حتي التفكير
فيها - و لكن في كثير من الاحوال يكون للشعب – اي شعب – رأي اخر و ذلك
عندما تصل الاحوال لمساحات من القمع و الفقر و الفساد و التهميش تفوق
الاحتمال ، مع ملاحظة ان ابواق النظام التونسي بإعلامه و منتفعيه و
منافقيه – كما عندنا تماما – كانت تبشر الشعب المطحون ليل نهار بالاصلاح و
النهوض و التقدم والديمقراطية و العدالة و هي لا تدرك ان نظامها نفسه فقد
اي مبرر لوجوده و اصبح بلا اي شرعية تحميه و ان الثورة ضده اصبحت علي
الابواب بصورة لم يتخيلوها مطلقا .
سيدي بوزيد احتجاجا علي قيام شاب تونسي باشعال النار في نفسه بسبب معاناته
من الفقر و البطالة و الملاحقات الامنية و في نفس الوقت الذي امتدت فيه
مظاهرات سيدي بوزيد الي عدد من المدن و القري التونسية المحاصرة بالفقر و
البطالة والقمع و التهميش لدرجة وصلت الي تحذيرات من وصول الاحداث
المشتعلة الي عصيان مدني شامل كانت الصحف المصرية تنشر خبرا عن انتحار شاب
مصري لا يزيد عمره عن 19 عاما بسبب الفقر ايضا و لعدم قدرته علي استكمال
الحياة و الدراسة التي وصل فيها لنجاح اهله لان يكون طالبا في كلية الطب .
ما بين تونس و مصر هناك العديد من الازمات و البلاوي المشتركة بداية من
الفقر الذي طال قطاعات واسعة جدا من المجتمع هنا و هناك و مرورا بوجود
نظامي حكم يعتمدان علي القبضة الامنية الحديدية و يحكمان بلا شرعية شعبية و
بلا شرعية اجتماعية و بلا جمهور يدافع عنهما فضلا عن ان النظامين يشتركان
معا في الاستئثار بالسلطة و حصار اي معارضة لحكمهما ووجود الاف المعتقلين
في سجون النظامين و قيام السلطتين بفرض حصاركامل علي الحريات العامة و علي
رأسها حريات الرأي و التعبير و الاعلام و التجمع و التظاهر .
اما عن
البطالة فتكاد تكون نسب العاطلين في البلدين متقاربة للغاية – حسب العديد
من الدراسات الاقتصادية – مع الفارق في عدد سكان البلدين بالطبع .
معني
هذا ان المظاهرات التونسية التي امتدت من مدينة واحدة الي عدة مدن لم يكن
حادث اقدام الشاب التونسي علي اشعال النار في نفسه هو محركها بل انها القشة
التي قصمت ظهر البعير - كما يقال - بمعني انه كان مجرد حادث فردي حرك
المجتمع بأكمله لمواجهة ازماته المتلاحقة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و
امتدت الاحداث من سيدي بوزيد الي كل مدينة و قرية تعاني نفس ما تعانيه هذه
المدينة من ازمات كبري و هنا كان لابد من التساؤل الطبيعي : لماذا ثار
التونسيون بعد وصول الازمات لقيام شاب بإشعال النار في نفسه بينما لم يتحرك
المصريون رغم وجود حادث مشابه في نفس التوقيت و رغم تشابه الظروف
الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بين البلدين حسب ما قدمنا .
الاجابة
تبدو امر من اثنين اما ان الشعب المصري لا يثور مطلقا و لن يكون مؤهلا في
يوم من الايام للخروج من بيت الطاعة الذي وضعته فيه السلطة الحاكمة رغم
فشلها المتكرر عبر سنوات طويلة في حل ازماته العميقة ، و هو امر ينفيه
التاريخ فقد ثار المصريون علي مدار تاريخهم ضد الفقر و الظلم و القمع و
انتصروا لحقهم في العيش بكرامة و حرية و عدالة .
اما الاجابة الثانية
فهي أن النخبة السياسية في مصر اصبحت غير متواصلة و منقطعة الصلة بالشعب
المصري بما يجعل من اي تحرك شعبي امر في غاية الصعوبة دون وجود مرشد يوجه
الناس و يحرضها علي رفض الظلم و الفقر الذين وصلا لمراحل غير مسبوقة في
تاريخ مصر بأكمله .
و مع ذلك فإن هناك مؤشرا يبدو طيبا في الامر كله و
هو ان احدا لم يكن يتوقع ان يأتي اليوم الذي يتحرك فيه الشعب التونسي بهذه
الشجاعة و الروعة ضد نظامه المستبد وان يصل لمرحلة تشبه بالفعل العصيان
المدني العام بل اكاد ازعم ان النظام الحاكم هناك تفاجأ بالامر برمته و لم
يصدق ما يحدث ، فلدي كل نظام من هؤلاء ما يطمئنه بأن قبضته الامنية و
سيطرته القمعية تفوق اي قدرة للشعب المظلوم علي الحركة - او حتي التفكير
فيها - و لكن في كثير من الاحوال يكون للشعب – اي شعب – رأي اخر و ذلك
عندما تصل الاحوال لمساحات من القمع و الفقر و الفساد و التهميش تفوق
الاحتمال ، مع ملاحظة ان ابواق النظام التونسي بإعلامه و منتفعيه و
منافقيه – كما عندنا تماما – كانت تبشر الشعب المطحون ليل نهار بالاصلاح و
النهوض و التقدم والديمقراطية و العدالة و هي لا تدرك ان نظامها نفسه فقد
اي مبرر لوجوده و اصبح بلا اي شرعية تحميه و ان الثورة ضده اصبحت علي
الابواب بصورة لم يتخيلوها مطلقا .
رد: عمرو بدر يكتب : احداث بوزيد من تونس الى القاهره
يسلموووووووووووووووو
جزاكي الله خيرا
عذاري- منسق تابع للإداره
- عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان
مواضيع مماثلة
» لا تقل طلاب جامعة القاهره ولكن قل رجال جامعة القاهره !!
» تعقيب اللواء حمدين بدين عن احداث العباسية
» أسماء المتوفين فى احداث تفجيرات الإسكندريه ...كنيسة القديسيين
» دعوات للمحافظ بتقديم استقالته تكفيرا عن احداث الخميس
» ننفرد بنشر صورة المتهم الأول فى احداث كنيسة القديسين
» تعقيب اللواء حمدين بدين عن احداث العباسية
» أسماء المتوفين فى احداث تفجيرات الإسكندريه ...كنيسة القديسيين
» دعوات للمحافظ بتقديم استقالته تكفيرا عن احداث الخميس
» ننفرد بنشر صورة المتهم الأول فى احداث كنيسة القديسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى