ساحة ملتقى العقول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلطنه عمان -الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

سلطنه عمان -الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع Empty سلطنه عمان -الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع

مُساهمة من طرف عذاري الثلاثاء 05 أبريل 2011, 8:05 pm





الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع





فضها أمسى ضرورة بعد أن أوصلت رسالتها وحصلت على وعود التحقيق
تغليب مبدأ الكفاءة على المحسوبية هو الخطوة الأولى في مسار التصحيح

قراءة ــ سالم الغيلاني:
أربعون يومًا مضت منذ انطلاقة شرارة الأحداث التي هزت بتفاصيلها وما كشفت من حقائق مفردات الحياة الوادعة في سلطنتنا الحبيبة، أربعون يومًا حملت في طياتها من المتغيرات والأحداث ما لا يمكن لعقولنا أن تتخيله... دماء سالت ... وزراء سقطوا ... سياسات تغيرت ... فوضى ... تخريب ... اعتصامات والكثير الكثير مما يصعب حصره، فهذه الأيام القليلة اختزلت في داخلها أربعة عقود من الرضا والسخط ... الحاجة والاكتفاء... الهدوء والصخب ... القدرة والعجز، هذه الأيام القليلة التي مازلنا نعيش ضياءها وظلمتها، حرها وبردها، مخاض آخر عسير تخوضه عماننا، ونرجو أن تولد بعده أكثر شبابًا وتألقًا.
لقد كشفت الأيام الماضية الكثير من وجوه الضعف في مجتمعنا سواء على مستوى المبادئ والقيم أو على مستوى قدرة الأجهزة المختصة على إدارة الأزمات..

إدارة
لقد كشفت الأحداث الأخيرة أي وبال يمكن أن تقودنا إليه استراتيجيات الحكومة خصوصًا في التعليم والتوظيف، فإصرارها على ربط التعليم بسوق العمل أوجد طبقة كبيرة من أنصاف المتعلمين وهي الطبقة التي غالبًا ما يتخرج من مدرستها المجرمون من اللصوص، وتجار المخدرات ومتعاطوها، كما أنها تفرز مستوردي الآفات الدخيلة على مجتمعنا، ومفجري الفوضى، ومعتنقي الأفكار المتطرفة، فهذه الفئة الكبيرة من المجتمع التي وجد معظمها نفسه عالة على أسرته، وعلى المجتمع، وفريسة طيعة للفراغ بسبب سياسات التعليم المجحفة، وسوق العمل الذي لا يتسع إلا لذوي الشهادات العليا أو من يملك عصى الواسطة السحرية، أمست عجينة سهلت التشكيل، وبما أن الدولة رفعت يديها عنها، فمن الطبيعي أن تشكلها أول يد تمتد إليها سواء أكانت تيارا دينيا أو سياسيا أو إجراميا أو تيارا يدعو لأفكار هدامة.

هشاشة
سياسة التوظيف التي ظلت طوال العقود الأربعة تعتمد في نهجها على مبدأ المكانة الاجتماعية والأصل والفصل واللون والمحسوبية أفرخت نظاما إداريا هشا ظل ينمو فوق ركام من الأخطاء الفادحة التي لولا مقدرات البلد من الثروات الطبيعية، لكنا الآن نستجدي الفتات من هذا وذاك من أجل أن نسد حاجاتنا الأولية أسوة بالعديد من دول العالم الثالث، فلا يكاد ينفذ مشروع إلا وترافقه العديد من الأوامر التغييرية أو الأخطاء الإنشائية أو يتضح عدم جدواه ولنا في مشاريع الطرق أسوة سيئة، فهذا النظام الذي همش أصحاب الكفاءة وأدار وجهه المخملي عنهم، تسبب ومازال يتسبب في كوارث اجتماعية واقتصادية كان ضحيتها الأول والأخير الإنسان البسيط الذي أضحى مطالبًا أمام هذا الواقع المرير بالصمت، وتجرع مرارة هذه الأخطاء، أمراضا وحوادث وعوزا تكدُ حياته المكدودة أصلًا.


غربلة

الأجهزة الإدارية في الدولة تحتاج لغربلة كبيرة وتغييرات واسعة؛ فقد كشفت هذه الأزمة البون الشاسع بينهما، وبين وعي الشارع وهو أمر قد يمثل خطرًا كبيرًا على استقرار البلد أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا على المدى البعيد، فالاعتماد على قيادات ما زالت تعيش بعقلية سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لابد من تغييرها، أو تحديث مفاهيمها وطريقة تعاطيها مع المستجدات، وبالتالي فإن انتهاج مبدأ المساواة في منح الحقوق وأداء الواجبات، وتوزيع المناصب على أساس الكفاءة لا بد أن يكون شعار المرحلة القادمة الذي ينبغي أن تسير عليه هذه الأجهزة حتى تنجح البلد في تجاوز تبعات الأزمة الحالية، وتضمن عدم تفجرها بشكل يمثل تهديدًا حقيقيًا على أمن البلاد واستقرارها مستقبلًا.

الاعتصامات

الاعتصامات جاءت بسبب الأوضاع السيئة على مستوى المعيشة والممارسات غير المشروعة للعديد من قيادات البلد من الذين استباحوا المال العام، ونهبوا مقدرات البلد وخيراتها بعد أن غاب عنهم الحسيب والرقيب، لذا من الخطأ الاعتقاد أن ما حركها هو الرغبة في تقليد شعبي تونس ومصر؛ لأن المسيرة الخضراء الأولى سبقت أحداث البلدين الشقيقين بفترة، وكانت المؤشر الأول لوصول المجتمع لمرحلة التمرد على الأوضاع غير المقبولة التي يرزح تحت وطأتها الوطن والمواطن، ولكن ما حدث في مصر وتونس عجل باحتدام الأمور وأوصولها إلى مرحلة المواجهة العلنية مع السلطة من خلال المطالبة الصريحة بتعديل الأوضاع المعيشية، واجتثاث رؤوس الفساد وعديمي الكفاءة في مختلف المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية.

سلبيات
ان من أكبر مشاكل الاعتصامات وأبرز سلبياتها أن العديد من قياداتها لاسيما في صحار تعوزه الخبرة والقدرة على توجيهها، فما حدث في صحار من تخريب وقطع للطرق دليل على أن هؤلاء كان يعوزهم بعد النظر في كيفية التعامل مع المرحلة والحفاظ على المكاسب التي حققوها لاسيما بعد أحداث السادس والعشرين من فبراير الماضي الذي أكسبهم تعاطف عمان بكاملها، فهؤلاء مع مرور الوقت خسروا تعاطف معظم الناس الذين في الأساس هم معتصمون من أجلهم من خلال تعطيل مصالحهم والتضييق عليهم بقطع الطريق في دوار الكرة الأرضية الذي يعد أحد الشرايين الرئيسية لخط الباطنة الحيوي، وأيضًا قيام بعضهم بالتهجم على الدوائر الحكومية، وإخراج موظفيها منها عنوة، الأمر الذي وجدت معه السلطة مبررًا مقنعًا للتدخل، ولكنها ارتكبت نفس خطأها السابق باعتمادها أسلوب الاقتحام والقوة غير المبررين للقبض على من تشتبه في تورطهم في أعمال التخريب وهو الأمر الذي أدى في نهاية الأمر لسفك مزيد من الدماء وسقوط عدد آخر من الجرحى.

إيجابيات
حققت الاعتصامات العديد من الإيجابيات، فعلى مستوى المجتمع والأفراد فقد ثقفت الناس بالقوانين وعرفتهم بحقوقهم وواجباتهم من خلال المحاضرات التي تنظم باستمرار والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمواضيع الصحفية التي جعلت من هذه الاعتصامات مادتها الرئيسية، كما أنها ساهمت بشكل كبير في كسر طوق الخوف وحررت العقول من الكثير من المفاهيم المغلوطة، وأسست لثقافة التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق بالطرق السلمية، أما على مستوى الأجهزة الإدارية والأمنية فهي كشفت عن التيارات الموجودة في البلد، والتي كانت تعمل في الخفاء وتحتفظ بآرائها بين جدران محصنة، لأنها فتحت لهم الباب لتقديم أطروحاتهم والتعبير عن توجهاتهم سواء أكانت دينية أم ليبرالية أم تحررية ... إلخ وبالتالي أصبح هناك وضوح في الرؤية فيما يتعلق باتجاهات الشباب، وهو أمر سيسهم في العمل على وضع خطط واستراتيجيات وطنية تستوعبهم باختلافهم واختلافاتهم بما يضمن استقرار البلد وازدهارها.

وماذا بعد؟
مضى على الاعتصامات حتى اللحظة أربعون يومًا استطاعت خلالها إيصال رسالتها ومطالبها بشكل واضح إلى رجل البلاد الأول صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، والأمر الأهم من جميع ذلك أنها غيرت واقع البلد إلى الأبد، فالوزير الذي كان لا يمكن المساس به، أو التشكيك في ذمته لم يعد كذلك. فالقوة التي كان يستند عليها بسبب خوف الناس وجهلهم بحقوقهم، وتواطؤ القوانين لم يعد لكل ذلك وجود الآن، فلقد جعلت الاعتصامات جميع مسؤولينا ومن سيعقبهم يعلمون أن هناك ما يقارب مليوني عين تراقب أفعالهم، وتحصي أنفاسهم وبالتالي ترك الحبل على القارب لهم كما كان يحدث في السابق أصبح أمرًا غير مقبول، وتصرفًا سيدفع الناس للخروج وقول كلمة لا من جديد.

فض الاعتصامات
بعد كل ما تحقق فإن فك الاعتصامات ومنح الدولة فرصة ترتيب أوراقها، وتصحيح مسار أوضاعها بات أمرا لا بد منه، وينبغي أن يعي جميع المعتصمين، أنه قد آن الآوان لترك الساحات ومراقبة الأوضاع. فالسلطان أمد الله في عمره تجاوب مع العديد من الأمور التي طالب بها الشعب، ووعد بالتجاوب مع بقيتها حسب إمكانيات الدولة وقدرتها كما يؤكد على ذلك جميع موفدو جلالته إلى صور وصلالة ومسقط وقبل ذلك إلى صحار، لذا علينا أن نعود إلى بيوتنا، ونراقب الوضع، وإن لم يتحقق شيء فساحات الاعتصامات ما زالت موجودة وما علينا إلا أن نعود إليها من جديد. لنترك الدولة تنشغل بالإيفاء بوعودها بدل أن تنشغل بمراقبتنا خوفًا من أي انحراف في مسار الأمور بسبب طيش بعضنا، وعدم تقدير بعضنا الآخر لحقيقة الأمور وأبعادها. ولتكن هذه الاعتصامات هدية جيل النهضة لعمان وقائدها، فقد جعلوا من عمان بلدًا جديدا.



جريده الزمن




عذاري
عذاري
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلطنه عمان -الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع Empty رد: سلطنه عمان -الاعتصامات وواقع الــ 40 يومًا: تعامل الحكومة معها كشف الهوة التي تفصلها عن وعي الشارع

مُساهمة من طرف k_I_A_S_B الأربعاء 06 أبريل 2011, 1:10 am

مش عارف انت بتلف وتدور ليه ؟؟؟

وعمال تقول الحكومه الحكومه

عزيزى الكاتب

من عين الحكومه ؟؟

ألا تجروء ان تقول السلطان الظالم ؟؟؟

فلماذا كتبت ؟؟؟

سلطان ظالم وحاربه ثوار أبطال وأجهض محاولتهم ومن حق الشعب ان يلعنهم او ينساهم ولكن هكذا كان الحال فى مصر فى الثمانينيات ...وسياتى يوم ستحققون فىيه الثوره إن شاء الله وسيكون عنوان مقالتك يسقط السلطان ..يسقط قابوس حتى نكون فى لب الموضوع وليس فى فروعه

وشكرا

k_I_A_S_B
محبكم دائما وأبدا
محبكم دائما وأبدا

عدد المساهمات : 667
تاريخ التسجيل : 06/08/2010
الموقع : مصر

http://wecando.forumpro.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى