خالد البري يكتب في التحرير: وقائع حديث علني

من طرف **dandana ali** الخميس 14 يوليو 2011, 4:54 pm

عصبية اللواء الفنجري وهو يلقي بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أظهرت قلقه وتوتره، فالعصبية هي العدو الأول للإلقاء. الأحبال الصوتية ترتعش حين يكون الإنسان عصبيا والرعشة تترجم في أذن السامع على أنها عدم قدرة على السيطرة على الموقف. والعصبي لا يستطيع التحكم في إيقاع تنفسه. استمع إلى إلقاء اللواء مرة أخرى ولاحظ كيف يلتقط نفسه بصعوبة في مواضع التقاط النفس وكيف يؤثر ذلك على تقطيعه للجمل، لا سيما ناحية نهاية الخطاب. استمع أيضا إلى نهايات الجمل وكيف يعلو بها قفزا فيخرج الصوت أعلى من بداياتها، وتبدو كأنها نشاز. ناهيك عن استخدام السبابة في الإشارة إلى مستمعي البيان، وهي علامة أخرى من علامات التوتر وعدم الثقة. قارن بين خطابه هذا وخطابه السابق الذي حيّا فيه شهداء الثورة. كان ذلك الموقف أصعب لكنه تعامل معه بثقة، وبهدوء يدل على قوة. اللواء الفنجري محظوظ بضخامة صوته، وأصحاب هذا الصوت لا يحتاجون -عادة- عناء في الإلقاء، وهذا يعني أن اللواء كان حقيقة مضغوطا، أكثر مما كان مضغوطا وهو يؤيد ثورة تطيح برئيسه الأعلى. فلماذا يا ترى؟
الخطاب الإعلامي للثورة في الآونة الأخيرة كان جيدا (أفضل كثيرا من ذي قبل). لم يكتف شباب الثورة بالمظاهرة المليونية، بل حرصوا على تبليغ رسالتهم إلى الناس بوضوح، ورتبوا أولوياتهم بشكل أفضل، فنحوا نقاط الخلاف، وكانت مطالبهم بسيطة ومفهومة: حقوق الشهداء والمصابين، محاكمات عادلة وحقيقية، إصلاح جهاز الشرطة، والإعلان عن صلاحيات محددة للمجلس لا تتعارض مع صلاحيات رئيس الوزراء. كلها مطالب مجمع عليها من قبل القوى السياسية. لم يكن فيها مطلب واحد يمكن فيه اللعب على الخلافات، ولا مطلب واحد مما لا يستسيغه أصحاب العقول الراجحة.
ويبدو أن المجلس في البداية لم يعرف كيف يرد على هذه المطالب. لا يستطيع أن يقول إن أيا منها غير معقول. وبعد أن ألقى رئيس الوزراء بيانين واستمرت الانتقادات بسبب غياب الجدول الزمني الواضح، أدرك المجلس أنه لا مفر من التدخل إعلاميا حتى لو لم يكن مستعدا تماما. محمد سليم العوا، المتحدث التطوعي باسم المجلس، اقتدى بغازي الصناديق في الإفتاء بأن الاعتصام مخالف للشريعة الإسلامية. (وهو تصريح سأعود إليه لاحقا في كتابة منفردة لأنه نموذج لما هو قادم لو صار هذا الرجل رئيسا).. المجلس أراد أي صوت إلى درجة أنه استخدم عاصم عبد الماجد لكي يتهم المعتصمين بأنهم قلة تريد الفوضى. أقول هذا لأن المهندس عاصم عبد الماجد كما تعرفون حكم عليه بالسجن خمسا وعشرين سنة في قضية تنظيم الجهاد. وكوني تربيت في أسيوط فأنا أعلم تماما أي فوضى أحدثها هذا النهج، لكنني أيضا أعرف تماما الفارق الرهيب بين محاولة قلب نظام الحكم باغتيال الرئيس وقتل جنود وعساكر الأمن المركزي، وقتل صاغة مسيحيين، وبين ثورة سلمية في مجملها. المهم، الشيخ عاصم مع كل احترامنا لتغيير الإنسان لرأيه ليس النموذج المناسب لتبريد الرأي العام المحتقن بحق، وبسبب مطالب محقة. اللهم إلا لو صار -في غفلة منا- من أنصار تبريد الزبادي.
بقي أننا لا بد إحقاقا للحق، وبكل هدوء، أن نكرر أن الاعتصام لا يبيح غلق شارع أو مرفق عام. من يدع إلى الديمقراطية يلتزم بها. كما نحب أن نؤكد للواء الفنجري أنه -بشكل خاص- محبوب وسط الناس، وأنه لا داعي لأن يتوتر. عليه، قبل أن يخرج لإلقاء البيان، أن يأخذ أنفاسا عميقة، توسع الرئتين ولا تضغط على الحجاب الحاجز، وأن يرفع رأسه وينظر أفقيا تماما، لكي يفتح الممر الهوائي ولا يختنق صوته. إن كان لا يزال متوترا فليشرب زنجبيلا فهو جيد جدا. ولو ممكن، لو ممكن، يراجع اللغة العربية مع شخص يعرفها، ويسجل الخطاب أمام إعلامي يقيم بموضوعية، وليس الإعلامي -الذي لا أعرفه- الذي يظهر صوته في لمحة سريعة بعد انتهاء الخطاب (إذا استمعت للخطاب بسماعات أذن) وهو يقول: هايل

من طرف **عذاري** الإثنين 18 يوليو 2011, 10:16 am

يسلمووووو

جزاكي الله خيرا

خالد البري يكتب في التحرير: وقائع حديث علني

خالد البري يكتب في التحرير: وقائع حديث علني

رد: خالد البري يكتب في التحرير: وقائع حديث علني