جرائم لا يحاسب عليها القانون
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جرائم لا يحاسب عليها القانون
جرائم لا يعاقب عليها القانون بقلم أميرة عبدالرحمن ١١/ ٩/ ٢٠١٠ |
«قومى يا حاجة.. صحتك زى الفل.. إنتِ هتقرفينا!». أنهت هذه الكلمات حياة مواطنة لجأت يوما لقسم الطوارئ بواحد من أكبر مستشفيات المعادى، ليستقبلها موظف يرى نفسه ظريفا، رغم أنه ليس له من خفة الظل ولا الضمير نصيب. نظر إليها ببلاهة ولامبالاة، ثم قاس ضغطها دون استخدام سماعة، قبل أن يجزم بأنها لا تعانى من شىء. فى اليوم التالى، تدهورت حالتها. لجأت أسرتها لمستشفى آخر لتكشف الأشعة المقطعية على المخ عن وجود جلطتين، تعذر علاج إحداهما لتأخر تشخيص الحالة ٢٤ ساعة - أكرر ٢٤ ساعة فقط - وكانت هذه الجلطة هى السبب وراء وفاتها. قدريا، كان هذا هو عمرها المحتوم. لكن طبيا، لا يمكن التغاضى عن ذلك الغباء المهنى بل تلك الجريمة، التى كان من الممكن تلافيها بقليل من الاكتراث، قبل أن تتدهور حالتها من سيئ لأسوأ. وكم من المرضى دخلوا المستشفيات على أقدامهم، ليخرجوا منها جثامين فى نعوش محمولة على كاهل «الإهمال الطبى». لكل مستشفى أساطيره المأساوية عن مرضى يتلقون علاجا لا حاجة لهم به لسوء تشخيص، وآخرين بترت أطرافهم لإهمال فى الرعاية الصحية، أو فقدوا أعضاء داخلية أثناء جراحات عن طريق الخطأ، فمَنْ لضحايا هذه الجرائم اليومية المستمرة الجسيمة؟! يغفل البعض فى حديثهم عن الإهمال الطبى، مفهوم «الرعاية الصحية»، التى لا تقل أهمية عن توفير الأجهزة الطبية ومستلزمات العلاج وتقديم الدواء وإجراء الجراحات، كما أنها لا ينبغى أن تتوارى وراء قيام الدولة بتوفير العلاج المجانى. فالرعاية الصحية تمثل إحدى أبجديات التمريض، التى لا تبدأ مع تغيير الجرح، ولا تنتهى عند حقن المريض. فبين هذا وتلك مراحل تبدأ من إلمام مسؤولى أقسام الطوارئ فى المستشفيات بأسس استقبال الحالات الوافدة، لتفنيد ما هو بسيط ومتوسط وحرج. ليس المطلوب من «موظفى الطوارئ» حل المشكلة، لكن على الأقل تشخيصها بشكل أولى، وتوجيه المريض على نحو صحيح، قبل أن تبدأ رحلة العلاج بين أيدى الأطباء المختصين. بل المطلوب منهم مراعاة ضمائرهم وإدراك أن أقل خطأ فى مهنتهم يكلف شخصا حياته. تمر مراحل «الرعاية الصحية»، أيضا، بأسس «الوقاية» من المزيد من الأمراض. فلا يمكن لممرض إغفال مبادئ النظافة الأولية فى الرعاية الصحية للمرضى المحتجزين بالمستشفيات. فكم من الميكروبات المتوطنة تسكن دورات مياه تلك الصروح الطبية، حكومية وخاصة، بين تلال القاذورات والمخلفات بروائحها النتنة الكريهة. بل وكم من مريض «فشل كلوى» أصيب داخل وحدات الغسيل الطبية بـ«فيروس سى» فى الكبد، ليتحول بيت الدواء إلى موطن لداء إضافى جديد. هكذا تتراكم الأمراض فوق رؤوس الضحايا أحيانا لـ«سوء استخدام» أجهزة الغسيل الكلوى، وأحيانا أخرى لتقاعس ممرضة أو كسلها عن تغيير «سرنجة» عملية الغسيل، وأحيانا ثالثة للتهاون فى تعقيم وتطهير أجهزة الغسيل الكلوى. ومن الرعاية الصحية أيضا مراعاة درجة الوعى اللازمة للوضع الطبى والحالة النفسية المصاحبة لكل مريض. فلا يمكن لطبيب أو ممرض مثلا أن يغفل حالة الغثيان الطبيعية المصاحبة للمريض بعد خضوعه لجلسة العلاج الكيميائى والإشعاعى، والتى عادة ما تكون مصحوبة بعصبية وأعراض اكتئاب ملازمة لسقوط الشعر، فضلا عن الرغبة فى التقيؤ، وهو ما يتجاهله البعض فلا يتخيرون نوعية الطعام المناسبة ولا طريقة التعامل المثلى مع المريض. كل هذه وغيرها من الأمور التى تبدو بديهية، للأسف لا تمارس داخل المستشفيات على ما يرام، ويؤدى تجاهلها، والجهل بأساسيات الرعاية الصحية، إلى ضياع آلاف الأرواح، فى جرائم قتل يومية لا يعاقب عليها القانون. |
رد: جرائم لا يحاسب عليها القانون
بجد ياجماعة حاجه تحزن........... لان اغلى حاجة عند اى حد فينا هى صحته............ وللاسف ممكن الدكتور يكتب للمريض دوا يموته والمسكين يأخده وهو راضى وسعيد لانه مش عارف حاجة ............. لذلك انا انادى بالا يتهاون احدا منا فى حقه والا نكون فى غفلة عن اخطاء الاطباء فلابد من حسابهم وعدم التهاون معاهم........... كما انادى ايضا بضروره نشر الوعى الصحى........ والثقافة الطبية
monmona- عضو متألق
- عدد المساهمات : 332
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
رد: جرائم لا يحاسب عليها القانون
الله يعطيكي العافيه
جزاكي الله خيرا
جزاكي الله خيرا
عذاري- منسق تابع للإداره
- عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان
رد: جرائم لا يحاسب عليها القانون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لحظة غروب
مقال متميز
تسلم يديك
شكرا لك
سلاااااااااااااااااااااااام
لحظة غروب
مقال متميز
تسلم يديك
شكرا لك
سلاااااااااااااااااااااااام
أميرة بكلمتي- عضو راقى
- عدد المساهمات : 1832
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
مواضيع مماثلة
» دعوى قضائيه ضد جرائم مبارك
» شرف : ميخائيل باقى فى منصبه ويكلف وزير الداخليه بالتعامل مع الخارجين عن القانون ولا يمانع حق التظاهر السلمى
» برلماني يمني: جرائم النظام جاءت بضوء اخضر اميركي
» اليمن -اعتبرت الترحيل إبعادا للشهود عن جرائم جديدة تخطط لها السلطة
» مكالمة لم يرد عليها !!!!!!!
» شرف : ميخائيل باقى فى منصبه ويكلف وزير الداخليه بالتعامل مع الخارجين عن القانون ولا يمانع حق التظاهر السلمى
» برلماني يمني: جرائم النظام جاءت بضوء اخضر اميركي
» اليمن -اعتبرت الترحيل إبعادا للشهود عن جرائم جديدة تخطط لها السلطة
» مكالمة لم يرد عليها !!!!!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى