العلماء في الأرض كالنجوم في السماء

من طرف **عذاري** الخميس 23 سبتمبر 2010, 5:33 pm

العلماء في الأرض كالنجوم في السماء

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة» رواه أحمد. هذا الحديث النبوي الشريف: من الأحاديث التي يحض النبي صلى الله عليه وسلم فيها المسلمين على طلب العلم فيبين لهم أن العلماء هم مصابيح الهداية للناس جميعاً، وما مثلهم في الأرض إلا كمثل النجوم في السماء، فهم في الأرض يهدون الناس في ظلمات الجهل إلى الحق والخير وإلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، والنجوم في السماء تهدي المسافرين في ظلمات البر والبحر إلى طريق السلامة وإلى بر الأمان، وفيه من اللطائف البلاغية ما يلي:

1- أسلوب الحديث الشريف: أسلوب خبري مؤكد (بأن) لأهميته، وقد تميز بفصاحة الألفاظ، فلا غرابة فيها ولا تنافر، ولا استكراه. كما تميز بقوة النسج ومتانة التعبير وقوة التركيب، فقد جاء في تركيبين قويين: الأول مكون من (إن) التي تفيد تأكيد الخبر، واسمها وخبرها، والثاني: مكون من جملة شرطية ارتبط فيها الجواب بالشرط عن طريق أداته (إذا)، كما ارتبط التركيبان بالفاء التي تفيد التعقيب في قوله: «فإذا انطمست النجوم».

2- اختيار الألفاظ الموحية: فقد آثر التعبير بلفظ «الأرض» على غيرها كأن يقول ـ مثلاً ـ (مثل العلماء في الدنيا) لكي تصح مقابلتها «بالسماء» التي بها النجوم، كما آثر لفظة (النجوم) لأنها لا تبدو واضحة إلا في الظلام وكذلك العلماء: إنما يظهر الاحتياج إليهم عندما يشيع الجهل ويعم الضلال. وآثر لفظة (يهتدى بها) ولم يقل: يستدل بها ـ مثلاً ـ لتناسب الهداية التي هي مهمة العلماء في الأرض، والتي يقول الله عنها: «أولئك على هدى من ربهم». وآثر التعبير بقوله: «في ظلمات البر والبحر» للإشارة إلى أن مهمة العلماء هي الهداية في الأرض سواء أكانت في البر أم كانت في البحر. وآثر لفظة «انطمست» النجوم ولم يقل طمست بالبناء للمجهول، للإشارة إلى أن ظهور العلماء إنما يكون بفعلهم واجتهادهم في الأخذ بأسباب العلوم والمعارف، فظهورهم إنما هو ظهور ذاتي لا يعتمد على غيرهم في إظهارهم، فالعالم ينبغي أن يبرزه علمه وثقافته واجتهاده، لا علاقاته وصلاته بالمسؤولين، كما أن اختفاء العلماء إنما يكون بسبب تقاعسهم عن الأخذ بأسباب العلم والمعرفة، ومن ثم تنطفئ شعلهم كما تنطفئ المصابيح. وآثر لفظة (الهداة) في قوله (أن تضل الهداة) جمع هاد ؟ وهم الذين يدلون المسافرين في البر أو البحر، للإشارة إلى أن مهمة العلماء هي تسليط الضوء لتبديد ظلام الجهل، وإبراز الوجه المشرق للإسلام، وانه دين التسامح والمحبة والأخوة والعدالة والمساواة، وأنه يكره التعصّب والظلم، وينبذ الإرهاب، والاعتداء على حقوق الآخرين.

3- التشبيه التمثيلي في الحديث الشريف، وقد شمل الحديث كله من أوله إلى آخره، فقد شبه العلماء في الأرض يهتدى بهم في ظلمات الجهل بالنجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، والجامع هو: الهداية التي تزيح الضلال في كل منهما.

4 ـ الكناية في قوله: «أوشك أن تضل الهداة» كناية عن ضلال الناس لأنه يلزم من ضلال الهداة ضلال الناس، فإذا ما ضل الهداة كان عامة الناس أحرى بالضلال، وفي هذا ما فيه من قوة لإثبات المعنى المراد، لأن الكناية قد أقامت الدليل عليه، وهو ضلال الهداة.

5- ومن المحسنات البديعية في الحديث الشريف: «الاحتباك»، وهو: أن يحذف من الأول ما ثبت نظيره في الثاني، ويحذف من الثاني ما ثبت نظيره في الأول، ففي قوله: إن مثل العلماء في الأرض «يهتدى بهم» كمثل النجوم «في السماء» يهتدى بها، فحذف من الأول «يهتدى بهم» لثبوت نظيره في الثاني، وهو «يهتدى بها» وحذف من الثاني: «في السماء» لثبوت نظيره في الأرض وهو: «في الأرض» وهذا من بدائع الأسلوب النبوي الشريف، لأن حذف ما ثبت نظيره من الكلام فيه بعد عن التكرار الذي لا فائدة منه، كما أن حذف ما قامت الأدلة على وجوده فيه بعد عن لغو الكلام.

ومن المحسنات ـ أيضاً -: الطباق بين الأرض والسماء وبين البر والبحر، وبين الهداية والضلال، والطباق يبرز المعاني ويوضحها، وبضدها تتميز الأشياء.

وقد شاعت بين ألفاظ الحديث مراعاة النظير لتحدث التآلف والتواؤم بين كلماته فتبدو مألوفة للآذان، مأنوسة للأفهام، ويتضح هذا من ألفاظ: النجوم، والسماء، والظلمات والأرض والبر والبحر والضلال والهداية، وانطمست وتضل ويهتدى.

د. حسن إسماعيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عذاري

موضوع متميز

تسلم يديك

شكرا لك

سلاااااااااااااااااااااااام

من طرف **عذاري** الأربعاء 29 سبتمبر 2010, 1:11 am

أميرة بكلمتي كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عذاري

موضوع متميز

تسلم يديك

شكرا لك

سلاااااااااااااااااااااااام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يسلمك
اميرة بكلمتي
نورتي الموضوع
جزاكي الله خيرا

العلماء في الأرض كالنجوم في السماء

العلماء في الأرض كالنجوم في السماء

رد: العلماء في الأرض كالنجوم في السماء

رد: العلماء في الأرض كالنجوم في السماء