السياسة والانتخابات والأقباط

السياسة والانتخابات والأقباط1 ـ شبهة العمل بالسياسة2 ـ شبهة دخول الانتخابات في الدول العلمانية.3 ـ شبهة تقديس الإخوان للإمام البنا.4 ـ شبهة علاقات الإخوان بالأقباط. هناك شبهة هل يجوز العمل بالسياسة أوهل الإسلام فيه سياسة؟يقول الإخوان وما حكم دخول مجلس الشعب في دولة علمانية؟أولاً: يجب أن نعلم أن الإسلام دين شامل ينظم شئون الحياة والآخرة فهو دينودولة والإسلام لا يعرف التبعيض (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فماجزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلىأشد العذاب) وهكذا فنجد في كتاب الله الآيات الاقتصادية والآياتالاجتماعية والعلمية والحكم بما أنزل الله والعلاقات الدولية أي يشمل أمرالحياة والآخرة أي أن نظام الإسلام شامل وبالتالي يوجد في الإسلام نظامللسياسة والحكم وللأسف الشديد فالبعض يعتبر السياسة هذه خارج نظامالإسلام، ولا يجب أن نقترب منها ويردد قول العلمانيين من حيث لا يدري "لادين في السياسة ولا سياسة في الدين" وإذا نظرنا لوجدنا هذا الكلام لا أساسله وعاري إلا من ينكر حاكمي الرسول والخلفاء للأمة المسلمة ومن ينكر كتابالفقهاء عن السياسة الشرعية يقول الإمام ابن تيمية "يجب أن يعرف أن ولايةالناس من أعظم واجبات الدين لا قيام للدين إلا بها" وهذا حق دلت عليهالآيات والأحاديث.1 ـ آيات الحكم بما أنزل وآيات لزوم طاعة الحاكم الذي يحكم بما أنزل اللهوآيات الشورى.2 ـ ومن السنة (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ناصحًالله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فليس منهم" وفي حديث آخر "لتنقض عرىالإسلام عروة عروة وأولها نقضًا وآخرها الصلاة".3 ـ من السنة الفعلية أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقام دولة فيالمدينة وعهد المعاهدات ونظم الأسواق وقام بإعلان الحرب والجهاد.4 ـ الإجماع قال الفقهاء: "نصب الخليفة واجب بالإجماع" ولهذا آخر الصحابةضوان الله عليهم دفن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى يتم اخيار خليفة"لأهمية الحاكم المسلم وقد أوجب الإسلام التأمير في ثلاث فما أكثر.5 ـ أن كثيرًا من أحكام الشريعة يحتاج تنفيذها إلى قوة وسلطان مثل أحكامالجهاد وإقامة الحدود والعقوبات وإقامة العدل وخلافة ويشير ابن تيمية إلىذلك "ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحجوالجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة"وقد جاء القول الفاصل في الأثر "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"وعلى هذا أخي الحبيب فالسياسة من صلب الإسلام الشامل الذي هو منهج كامنللحياة بما وضع من مبادئ وما أصل من قواعد وما سن من تشريعات وما بين منتوجهات تتصل بحيادة الفرد وشئون الأسرة وأوضاع المجتمع وأسس الدولةفالإسلام له قواعده وأحكامه وتوجيهاته في سياسة التعليم وسياسة الإعلام،وسياسة التشريع وسياسة الحكم، وسياسة المال، وسياسة السلم، وسياسة الحرب،وبالجملة كل ما يؤثر في الحياة، والإسلام لا يقبل أن تنقسم الحياة بينالله، وبين سيد آخر يقاسمه التشريع ولا يرضي بمقولة أعطى ما لقيصر لقيصروما لله لله بل إن قيصر وماله لله الواحد الأحد وكذلك كل من في السماواتومن في الأرض بل إن شخصية المسلم كما كونها الإسلام ووضعتها عقيدتهوشريعته لا يمكن إلا أن تكون سياسة وفق السياسة المنضبطة بالشرع فالإسلاميضع في عنق كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومفارقة الفساد فيالداخل قبل مفارقة الفرد في الخارج، وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائروالإسلام يفرض على المسلم رفض الظلم وينكره بشدة على الذين يقبلون الظلموالمسلم بمقتضى إيمانه مطالب بمحاربة المنكر سواء كان سياسيًا، أواقتصاديًا، ولربما الإنسان في قلب صلاته يخوض في بحر السياسة وهو يقرأالآيات في سورة المائدة عن الحكم بما أنزل الله أو عن الموالاة في سورةالنساء وغيرها وقد نقل الإمام ابن القيم عن السياسة "إن السياسة هي الفعلالذي يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد ما دامت لا تخالفالشرع كما يقول إن السياسة العادلة لا تكون مخالفة لما نطق به الشرع بل هيموافقة لما جاء به بل هي جزء من أجزائه ونحن نسميها سياسة تبعًا لمصطلحكموإنما هي عدل الهن ورسوله".ويقول الإمام الغزالي: "إن الدنيا مزرعة للآخرة ولا يتم الدين إلا بالدنياوالملك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم ومالا حارس له فضائع".وهكذا أخي الحبيب نصل إلى أن السياسة الشرعية المنضبطة بالشرع هي من روحالإسلام.أما عن دخول الإخوان الانتخابات في الدولة العلمانية؟أولاً: نحب أن تعلم أن الإخوان عندما يسعون لتطبيق شريعة الله لا يفي ذلكإقرارهم أخذ رأي أعضاء مجلس الشعب على شريعة الله وعلى مدى صلاحيتهاللتطبيق وذلك لا يجوز أن يدور في خلد أحد إذ لا يجوز في حق الله أن نأخذرأي خلقه في شرعه، وإذا كان ثمة صادر فهو حول طريق التطبيق كما أن الإخوانلا يقرون حق مجلس الشعبأن يقرر قوانين تخالف الأصول الشرعية ولا يعني دخول الإخوان الانتخاباتموافقتهم على كل مواد الدستور على كل القوانين القائمة بل الإخوان يرفضونكل مادة وقانون تخالف شرع الله ويسعون لإلغاء كل هذه المواد المخالفة وقديقول قائل ماذا تصنعون في اليمين الدستوري إذا نجحتم وفيها النص علىاحترام الدستور وفيه من مخالفات وأنتم معشر الإخوان تقولن إن القرآندستوركم.والجواب إن الدستور السمي نص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وعلىذلك فالإخوان يقسمون على احترام الدستور الذي يستمد مبادئه من دين الدولةوهو الإسلام وأن كان في الدستور بعض المواد المخالفة فقد نص الدستور نفسهعلى أن ذلك التعديل من حق النواب بطريق قانونية ويكون دخول الإخوان مجلسالشعب هي الوسيلة المثلى لتغيير هذه المواد المخالفة وتحقيق أهداف الإخوانوقد يقول قائل إنكم بدخولكم مجلس الشعب تعملون حق التشريع لغير الله ونحننقول هل الذي يرشح نفسه وكل أمله ونيته وهدفه أن يطالب المجالس التشريعيةوغيرها بالاحتكام إلى شريعة الله ويجاهد ما استطاع في إقامة الحجة عليهموتبليغهم هذا الصوت الإسلام ويقفون لكل قانون أو مادة تخالف شرع الله وقدسبق أن قلنا أن الدستور يقول الشريعة الإسلامية هي مصدر السلطات فهل ذلكيعني إعطاء حق التشريع لغير الله ولنأخذ مثلاً تركيا فالمسلمون كانوا فيتركيا مستضعفين وكانوا يسجنون لأنهم ضبطوا يتعلمون القرآن والسنة ثم عنطريق الانتخابات توصلوا إلى أغلبية جعلتهم يفرضون شروطًا منها حرية العملبالإسلام وإعلان الأذان باللغة العربية وغير ذلك فهل هؤلاء كفروا؛ لأنهمشاركوا في الانتخابات وقد يقول قائل إن الإخوان يهتمون كثيرًا بالتربيةأفلا يؤثر ذلك على التربية فلنتعلم أن المشاركة في الانتخابات والدعايةوالمصاحبة لها هي لون من ألوان التربية حيث يتمرسون على تبليغ الدعوة إلىكل طوائف الشعب وفئاته واكتساب خبرة في ذلك وترويض النفس على الحكم وسعةالصدر ولين الجانب وكظم الغيظ والصبر على الابتلاء من جراء الاعتقالاتالتي تواجههم أليس كل ذلك من ألوان التربية كما أن الإخوان لا ينشغلونبشيء على حساب شيء آخر فالتربية الروحية هي الأساس وهي الزاد ولا يجوز أنتشغل الانتخابات عن الزاد الإيماني الذي هو ركيزة الدعوة، وأخيرًا نقول إنالوصول إلى هذه المجالس ليس هدفًا في حد ذاته بل إنها لا تعدو أن تكونوسلة لتبليغ دعوة الله إلى الناس وإفهام المسلمين شمولية الإسلام وأنهمنهج حياة كامل للدنيا والآخرة وإزالة ما رسب في أذهانهم من حصر الإسلامفي عبادات محدده كما أنه وسيلة لتوضيح معنى أن الإسلام هو الحل ودحضالشبهات والأفكار الداخلية عل الدين وأنه منبر إلى الدعوة والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر وتغيير المنكرات السائدة في هذا المجتمع خاصة بعد أن سدتأمام الإخوان معظم النوافذ التي كان يتصل منها على الجماهير أما عن منافيةالانتخابات للشرع والعقيدة فهذا لا، فالعقيدة محلها القلب والقلب لا سلطانلأحد عليه إلا الله فهل كان عمار بن ياسر مخالفًا لأصول العقيدة عندما نطقبكلمة الكفر بلسانه وقلبه لم يتغير بل كان مطمئنًا بالإيمان وهل خالفالصحابة أصول عقيدتهم عندما طافوا حول الكعبة والأصنام تحيط بها في عمرةالقضاء.الإخوان متهمون بتقديس الإمام البنا بدلاً من أن يقولوا قال الله وقالالرسول يقولون قال الإمام البنا؟أولاً: هذا ليس صحيحًا على الإطلاق فالبنا الذي أعلن منذ أنشائه لإخوانهأن الله غايتنا والرسول قدوتنا وزعيمنا وربي الإخوان على تلك التربيةالفعلية حتى أصبح هتافهم وقولهم وفعلهم من قبل "الله غايتنا والرسولزعيمنا وقدوتنا" والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي يوجهنا ويقول:"أنزلوا الناس على قدر منازلهم" ورجل مثل البنا بنى دعوه وأنشأ جيلاً وهزتاريخ مصر الحديث والشرق العربي حتى أنه من يؤرخ لمصر الحديثة أو لقضيةفلسطين أو للقضايا العربية أو لقضايا العالم الإسلامي لا يستطيع أن يغفلذكر البنا مهما اختلفت فيه آراء المؤرخين أنه الرجل الذي استطاع أن يبعثالحياة في أمة أوشكت أن تموت كثرت فيها البدع والخرافات والبعد عن الإسلاموأصابها الضعف والهوان بل والذل تحت الاستعمار فأقام جماعة على منهجالإسلام جماعة ربانية مخلصة تبذل نفسها في سبيل الله رخيصة فأحيا فيهاالجهاد في سبيل الله وأحيا الدعوة إلى الله وإزال الشوائب والفهم المنقوصللإسلام فعاد نقيًا شاملاً كاملاً رجل حاربه أعداء الإسلام إذ لم تحظىجماعة من الجماعات الإسلامية بالدراسة من جانب أعدائها والحرب الشرسةعليها مثلما حظيت جماعة الإخوان لما يعلمون أن هذه الجماعة العائق القويأمامهم في القضاء على قوى الإسلام لقد كانت كل قوى الشر في الأرض تتحداهالاستعمار والملك والبشوات والأحزاب والفساد وقوى الانحلال ولكن الرجلالرباني مشى لا يعبأ بالرياح لا ينكص على عقيدته برغم كل تهديد ووعيد ولايضعف إيمانه ولا ينهزم من المعركة.رجلاً ربانيًا كهذا جدد الفهم الصحيح الإسلام من خلال الأصول التي وضعهالفهم الإسلام رجل رباني كهذا ألهمه الله البصيرة النافذة رجلاً أحيا معانيالجهاد التي ماتت في نفوس الناس رجل كهذا عندما تريد أن تتحدث في أمر هامسواء في الإسلام أو شبهات حول الإسلام أو عرض مبادئ الإسلام والفهم الصحيحللإسلام تجد قولاً للإمام البنا قد فتح الله عليه به وهو لا شك مستمد منقول الله ـ عز وجل ـ وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحال هكذا فلاتكون مجاوزة للحق أن تستشهد ببعض أقواله من ضمن استشهادك فالإمام البنامتبع وليس مبتدع ولم يأتي بشيء جديد من عنده وإنما في الكتاب والسنةوأزيدك أخي الحبيب إنه الرجل الذي ربى الأفراد على ربانية الدعوة وإليكهذه الحادثة في مؤتمر الطلاب للإخوان المسلمين الذين انعقد بدار جمعيةالشبان المسلمين عام 1938م حين وقف حسن البنا للخطابة إذ تحمس أحد الأخوةمن الطلاب فهتف بحياة حسن البنا وبرغم عدم استجابة الحاضرين لهذا الهتافإلا أن الإمام البنا وقف صامتًا لا يتحرك برهة فأتجهت إليه الأنظار فيتطلع ثم بدأ حديثه في غضب فقال أيها الإخوان إن اليوم الذي يهتف فيه فيدعوتنا لأشخاص لن يكون ولن يأتي أبدًا إن دعوتنا إسلامية ربانية قامت علىعقيدة التوحيد فلن تحيد عنها أيها الإخوان لا تنسوا في غمرة الحماس الأصولالتي أمنا بها وهتفنا بها (الرسول قدوتنا) وبهذا الموقف وضع الإمام البناالدعوة أمام صورة حية للمحافظة على جوهر الدعوة.وأريك موقفًا ثان: في مدينة رشيد أقام الإخوان حفلاً بمناسبة ذكرى الإسراءوالمعراج على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حين جاء أحد المتكلمين في الحفلوقد كان من المحمسين لنشر دعوة الإخوان قام متحدثًا إلى الناس فقال: إنمثلنا الآ، من فضيلة الأستاذ المرشد وهو يشير إليه كمثل رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ بين أصحابه وما كاد المتحدث ينتهي من هذه العبارة حتىقفز الإمام الشهيد إلى المنصه ثم اتجه إلى الناس قائلاً أيها الإخوانمعذرة إذا كان الأستاذ المتحدثة قد خانه التعبير فأين نحن من تلامذةتلامذة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم نزل إلى مكانة وبعد أخيالحبيب أترى بعد هذا إن إنزال الرجل على قدر منزلته كما أخبر الرسول ـ صلىالله عليه وسلم ـ وعدم غمط حقه والاستعانة بفهمه العميق بما فتح الله عليهيكون ذلك تقديسًا! حاشا لله.ثمة شبهة وهي علاقة الإخوان بالأقباط وزيارتهم وربما أحيانًا تهنئتهم ببعضأعيادهم؟وللإجابة على ذلك نتعرض أولاً لموقف الإسلام من غير المسلمين.من المعروف أن أصحاب الأديان المخالفة للإسلام صنفان:1 ـ صنف هم أصحاب الديانات الوثنية مثل عباد الأوثان والمجوس والهندسوالسيخ.2 ـ صنف أصحاب الديانات السماوية أو الكتابية وهم الذين لهم دين سماوي فيالأصل وأن كان قد حرف وهم ما يطلق عليهم أهل الكتاب.وهناك تقسيم آخر للمخالفين في الدين من حيث موقفهم من دولة الإسلام منهمأما محاربون وأما مسالمون معاهدون، فالمحاربون هم الذين يعادون المسلمينويقاتلونهم وهؤلاء لهم أحكامهم التي تنظم العلاقة بهم ولكن هناك أخلاقًاوآدابًا في معاملة هؤلاء المحاربين فلا عدو ولا غدر ولا تمثيل بجثة ولاقطع شجرة ولا هدم بناء، وإنا يقتل من يقاتل، أما المسالمون أو المعاهدونيوفى لهم بعهدهم ويعطون حقهم من البر والقسط والصلة ومن الخطأ الخلط بينالصنفين على اعتبار أنهم جميعًا كفار لا يؤممنون برسالة محمد ولا يصدقونالقرآن وقد فرق القرآن بين الصنفين تفريقًا واضحًا فقال (لَا يَنْهَاكُمُاللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِوَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْتَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).كما أن المعاهدين صنفان: من هلم عهد مؤقت وهؤلاء يتم إليهم عهدهم إلىمدته.والصنف الثاني من لهم عهد دائم أو مؤبد وهم الذين يسميهم المسلمون (أهلالذمة) أي لهم ذمة الله تعالى وذمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذمةجماعة المسلمين وهم الذين قال فيهم الفقه الإسلامي لهم ما لنا وعليهم ماعلينا وذلك في الأمور العادية إلا ما يقتضيه الاختلاف الديني، وأهل الذمةهم مواطنون في الدولة الإسلامية وقد يقول قائل إنه لا يوجد أهل ذمة الآنبحجة أنهم لا يدفعون الجزية ونقول إن الضريبة التي يدفعونها كما أناشتراكهم بأنفسهم في الدفاع عن الوطن من خلال اشتراكهم في القوات المسلحةيسقفط الجزية عنهم كما قال الفقهاء بذلك وإن العبرة بالمسميات لا بالأسماءفيروى أن وفدًا من نصارى لفظ الجزية فجاءوا إلى سيدنا عمر وطلبوا منه أنيؤخذ منهم ماي ؤذ باسم الصدقة وإن كان مضاعفًا فوافقهم عمر على ذلك وهذاتنبيه على أصل مهم هو النظر إلى المقاصد والمعاني لا الألفاظ وما دام أهل الكتابيدفعون الضريبة ويشتركوا بأنفسهم في الدفاع عن الوطن فتسقط عنهم الجزيةوقد وضع الإسلام لهؤلاء حقوقًا من وجوب المحافظة على دمائهم وأعراضهموأموالهم ومعابدهم، وعدم إيذائهم في أنفسهم وأهليهم وذويهم حتى إن القرآنليرتفع بأدب الحوارمع أهل الكتاب إلى أفق رفيع حين يقول المولى عز وجل(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُإِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِيأُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْوَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وتتجلى سماحة الإسلام إذا كانالوالدان مشركين (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) وروى أحمدوالشيخان عن أسماء بنت أبي بكر "قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذاعاهدوا فأتيت النبي فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها فقالنعم صلي أمك" وقد جاء القرآن يزيل شبهة الإنفاق على ذويهم وجيرانهم منالمشركين فقال المولى عز وجل (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّاللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍفَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ)وجاءت أحاديث كثيرة تؤكد هذه المعاني.1 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "من أذى ذميًا فقد آذلاني ومن أذاني فقد آذىالله" [حسن]2 ـ وقال أيضًا "ومن ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذمنه شيئًا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة".3 ـ وحديث البخاري: "من قتل معاهدًا لم يشم رائحة الجنة وإن ريحها ليوجدمنه مسيرة أبعين عامًا".4 ـ ومن أذى ذميًا كنت خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".ـ وروي أن حكم بن هشام وهو من الصحابة "رأى أحد الولاه يوقف ناسًا منالقبط في الشمس ليحملهم على أداء الجزية فقال مستنكرًا ما هذا سمعت رسولالله يقول: "إن الله عز وجل يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" مسلم.بل إن الإسلام يوجب تأمين العجز أو الشيخوخة للذمي "مر عمر بن الخطاب علىسائل شيخ كبير السن ضرير البصر فقال له من أي أهل الكتاب أنت، قال يهودي،قال: فما أجلأك إلى ما أرى؟ قال مال الجزية والحاجة والسن فأخذ عمر بيدهإلى منزله فأعطاه شيئًا من المال ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال لهانظروا هذا نور الله ما أنصفناه أكلنا شيبته ثم خذلناه عند الهرم" وقد كانرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحسن إلى أهل الكتاب ويكرمهم ويزورمرضاهم ويأخذ منهم ويعطيهم وإليك الأدلة..1 ـ ذكر ابن إسحاق في "السيرة" أن النصارى لما قدموا على رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ بالمدينة دخلوا عليه مسجده بعد العصر فكانت صلاتهمفقاموا يصلون في مسجده فرأى الناس منعهم فقال رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعوهم وعقب ابن القيم على ذلك بقوله جواز دخول أهل الكتاب مساجدالمسلمين بل وتمكين أهل الكتاب من صلاتهم بحضرة المسلمين إذا كان ذلكعارضًا غير معتادًا وذكر ذلك في زاد المعاد جـ3.وروى أبو عبيد في الأموال عن سعيد بن المسيب أن رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ تصدق بصدقة على أهل بيت يهودي فهي تجري عليهم" وروى البخاري عن أنسأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاد يهوديًا وعرض عليه الإسلام فخرج وهويقول "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" وروى البخاري أيضًا أن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ مات ودرعه مرهون عند يهودي في نفق عياله، بل إن عمرلما قتله المجوسي أوصى وهو على فراش الموت فيقول: "أوصي الخليفة بأهلالذمة خيرًا إن يوفي بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وألا يكلفهم فوق طاقتهم"وقد قال فقهاء الحنابلة "يجب على الإمام حفظ أهل الذمة ومنع من يؤذيهم وفكأسرهم ودفع من قصدهم بأذى" ويقول ابن حزم "إن من واجب المسلم للذميينالرفق بضعافئهم وسد فقرهم وألباس عاريهم ومخاطبتهم بلين القول وإخلاصالنصح لهم وصون أموالهم وعيالهم، وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم" وأزيدكبكلمات الإمام الفقيه القرافي في معنى البر لأهل الكتاب فيقول "الرفقبضعيفهم وسد خلة فقيرهم وإطعام جائعهم وكساء عاريهم ولين القول لهم علىسبيل اللطيف والرحمة لا على سبيل الخوف واحتمال أذيتهم في الجوار معالقدرة على إزالته لطف منا بهم لا خوف ولا طمعصا والدعاء لهم بالهداية وأنيجعلوا من أهل السعادة ونصيحتهم في جيمع أموارهم في دينهم ودنياهم وحفظغيبتهم وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم.. الخ".وأزيدك أخي الحبيب بوصايا بأقباط مصر خاصة..روت أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ عند وفاته قال: "الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونونلكم عده وأعوانصا في سبيل الله" وقد صدق الواقع التاريخي ما نبأ بهمالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد رحب الأقباط بالمسلمين الفاتحين وفتحوالهم صدورهم رغم أن الروم الذين كانوا يحكمونهم كانوا نصارى مثلهم ودخلالنصارى في دين الله أفواجًا حتى أن بعض ولاة بني أمية فرض الجزيةعلى من أسلم منهم لكثرة من اعتنق الإسلام.وفي صحيح مسلم عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ قال: "إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط فأستوصوا بأهلاه خيرًافإن لهم ذمة ورحمة" أو قال "ذمة وصهرًا" وفي رواية "دمًا ورحمة" قالالعلماء الرحمة التي لهم هي أن هاجر أم إسماعيل منهم والصهر هي مارية أمإبراهيم ابن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منهم.أرأيت بعد كل هذه التوجيهات القرآنية والتوجيهات النبوية وكذلك أقوالالفقهاء ما يدع لك مجالاً في الشك في حسن معاملتهم وبرهم.وقد يقول قائل ولكن هل يجوز تهنئتهم بزواجهم أو مناسباتهم السعيدة؟وقد اختلفت الرواية من الإمام أحمد فأباحها مرة ورفضها مرة ويقول الفقهاءالكلام كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهم، ولكن ليحذر الوقوعفيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينهم كما يقول أحدهممتعك الله بدينك أو عزك الله وكرمك إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام فهذافي التهنئة بالأمور المشتركة أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فمثلاًيجوز أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيول عيد مبارك عليك أو هناءك اله بهذاالعيد فهو حرام وقد يفعله بعض الناس ولا يدري سوء ما فعله فمن هنأ بمعصيةأو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من أهل العلميتجنبون تهنئة الظالم بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريستجنبًا لمقت الله ويقول إن بلى الرجل بذلك فتعاطاها وفقًا لشر يتوقعه منهمفمشى إليهم ولم يقل إلا خيرًا فلا بأس بذلك.وعلى ذلك فإن تهنئتهم في الأمور التي ليس فيها تعظيم كفرهم فجائز وفي هذهالأيام شن العلمانيون حملة شرسة على التيار الإسلامي وعلى الإخوان خاصة؛لأنهم يريدون إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط حتى تقوم الحكومة بضربالتيار الإسلامي ومحاولة استئصاله فغذا قام بعض أفراد التيار الإسلامي فيزيارتهم في بعض مناسباتهم وضعًا لهذا الشر الذي يدريه العلمانيون والحكومةلضرب التيار الإسلامي فهذا يكون استخدام للقواعد الفقهية بدرء الشروتفويته والله أعلم.ثمة شبه من دعاة التشدد أن الإخوان جماعة مترخصة؟وللرد على ذلك: بل هي تسير على منهج القرآن والسنة وكذلك السلف الصالح فيالتيسير وعدم التشدد والغلو ومراعاة الاختلاف بين الفقاء في الأحكام.أولاً: إن الشريعة مبنية على التيسير ورفع الحرج عن العباد وهذا ما نطق بهالقرآن وحرصت عليه السنة (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْحَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُعَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَعَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَاجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).ثانيًا: وسنة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ "يسروا ولا تعسروا، وبشرواولا تنفروا" "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" "إما بعثت بحنيفيةسمحة" ويوجه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الاعتدال والوسطية مؤكدًاما قاله سلمان لأبي الدرداء "إن لربك عليك حقًا ولنفسك عليك حقًا ولأهلكعليك حقًا" قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدق سلمان رواه البخاريوحديث البخاري لما شكا رجل من طول صلاة أحد الأئمة "أيها الناس إنكممنفرون، فمن صلى بالناس فليخفف فإن منهم المريض والضعيف وذا الحاجة"البخاري جـ 4 صـ 209 وأيضا حديث البخاري "إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف،فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء"ولقد كان منهج الرسول العام هو "قالت عائشة ما خير بين أمرين إلا اختارأيسرهما ما لم يكن إثمًا" ولكننا ابتلينا بأفراد إذا خيروا بين أمريناختاروا أصعبهما وانظر إلى منهج الرسول في معالجة النفس البشرية الضعيفةعندما أتى إلى الرسول أعرابي يعترف بضعفه البشري وأنه لا يقدر على أمرعظيم من أمر الدين وهو الجهاد فقال للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنيجبان إني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج" رواه الطبراني.وكما رأيت يسر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الأعرابي الذي بال فيالمسجد كما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: "بال أعرابي في المسجد فقامالناس ليوقعوا به فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعوه وأريقوا علىبوله سجلاص من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين".ونرى الآن شبابًا يتشددون في الأمور ويبحثوا عن أي دليل ليؤكدوا به ميلهمللتشدد ويعسروا كأصحاب البقرة الذين عسروا على أنفسهم فشدد الله عليهم.ولننظر إلى كليات الإسلام كما كان يعرفه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنأنس بن مالك قال نهينا أن نسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن شيءفكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل منأهل البادية فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلكقال صدق قال فمن خلق السماء؟ قال الرسول: الله، قال فمن خلق الأرض؟ قالالرسول: الله، قال من نصب الجبال وجعل ما فيها ما جعل؟ قال صلى الله عليهوسلم: الله، فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه البجال آالله أرسلك؟قال صلى الله عليه وسلم: نعم قال زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومناوليلنا، قال صدق، قال فبالذي أرسلك آلله أمرك هذا. قال: نعم، وقال وزعمرسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال صدق فبالذي أرسلك آلله أمركبهذا قال نعم، وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، قالصدق قال: ثم ولى وقال والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص فقال النبيـ صلى الله عليه وسلم ـ لئن صدق ليدخلن الجنة" رواه مسلم.فأنت ترى رسول الله يبلغ الفرئض فقط ويكتفي بكليات الإسلام بالرغم من أنهذا التبليغ بعد هجرة رسول الله وبعد فرض الحج على المسلمين وهو آخر مافرض من الشعائر بعد إقامة دولة الإسلام ومع هذا ما زاد عن الفرائض، فأينهذا مع من يخالف العلماء والفقهاء ويجعل الإسلام كله مرتبة واحدة وأصولكلها فلا فرق بين فريضة وسنة، ولا سنة مؤكدة ولا سنة غير مؤكدة، ولا حرام،ولا مكروه فالكل سواء وعلق الإمام النووي على هذا الحديث حيث يقول الشيخابن الصلاح في هذا الحديث دلالة لصحة ما ذهب إليه أئمة العلماء من أنالعوام المقلدين مؤمنين وأنه يكتفي منهم بمجرد اعتقاد الحق جزمًا من غيرشك دونما الحاجة إلى الاستدلال بالأدلة القطعية، ثم يعلن الإمام النوويبقوله: وأنت ترى أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقر له بالفلاح بمجردالإتيان بالفرائض دون السنن والنوافل ففي هذا الحديث كما قال الإمامالنووي احتمال أنه أراد أنه لا يصلي النافلة مع أنه لا يخل بشيء منالفرائض وهذا مفلح بلا شك وإن كانت مواظبته على ترك السنن مذمومة وترد بهالشهادة إلا أنه ليس بعاص بل هو مفلح ناج والله أعلم. جـ1 صـ 171.وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الإيمان درجات "عن أبي هريرة ـرضي الله عنه ـ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإيمان بضع وسبعون أو بضعوتسون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريقوالحياء شعبة من الإيمان" رواه البخاري ومسلموهكذا فالإسلام أصول وفروع مراتب ودرجات "إياكم والغلو في الدين فإنما هلكمن كان قبلكم بالغلو في الدين" رواه الستة.والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينهي عن الشدة والتشدد والغلو في الحديثالصحيح "لكل عمل شره ولكل شره فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فهو مني" وفيرواية "فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى" ومن هذه الأحاديث نستخلص قاعدةهامة وهي وجوب الوقوف عند حد الشارع من عزيمة ورخصة واعتقاد بالأرفق أولىمن الأشق المخالف له وعلى هذا كان المجتمع الأول كانت الصفة المميزة لههذا التيسير على الناس حتى أصبح سلوكهم ليس التيسير في العبادات فقط بلوفي المعاملات أيضًا "عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل اللهأن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه" رواه البخاري جـ4 صـ 309، فهل يعيالمتشددون هذا الفهم للإسلام.ثم أخي الحبيب إذا نظرنا إلى طبيعة عصرنا الذي نعيش فيه وكيف طغت فيهالمادية على الروحانية والنفعية على الأخلاق وكيف كثرت فيه المغريات بالشروالمعوقات عن الخير وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر حيث الكليحارب الإسلام يريد أن يقتلع الشباب المسلم من جذوره والفرد المسلم في هذهالمجتمعات يعيش في محنة قاسية بل في معركة دائمة فقلما يجد من يعينه وإنمايجد من يعوقه ولهذا ينبغي التيسير ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً شرعيًا وأننعرض جانب الرخصة أكثر من جانب العزيمة ترغيبًا في الدين وتثبيتًا للأقدامعلى الطريق واسمع إلى إمام الفقه والحديث والعلم والورع سفيان الثوري"إنما العلم الرخصة من ثقة أما التشديد فيحسنه كل أحد" وروى الحفظ أبوالفضل بن طاهر بسنده عن عمر ابن إسحاق قال: كان من أدركت من أصحاب محمد ـصلى الله عليه وسلم ـ أكثر من مئتين لم أرى قومًا أهدى سيره ولا أقلتشديدًا منهم، هكذا كان علماء السلف إذا شددوا فعلى أنفسهم أما على الناسفييسرون ويخففون، ولقد وصفوا الإمام المازني بأنه: كان أشد الناس تضييقًاعلى نفسه في الورع وأوسعه في ذلك على الناس، كما أن من جانب التشديد أيضًاالإنكار في المسائل المختلف فيها فهذا لا يجوز وقد سئل شيخ الإسلام ابنتيمية عن من يقلد بعض العلماء في مسائل الاجتهاد فهل ينكر عليه فأجاب"الحمد لله مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولميهجر، ومعمل بأحد القولين لم ينكر عليه" الفتاوى جـ 20، صـ 207 ولهذا لمااستشار الرشيد الإمام مالك أن يحمل الناس على موطئه منعه من ذلك وقال ياأمير المؤمنين: إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة وكلايتبع ما صح عنده فكلا على هدى وكلا يريد الله تعالى، ويقول عمر بن عبدالعزيز "ما يسرني أن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يختلفوالأنهم إذا اجتمعوا على قولفخالهم رجل كان ضالاً وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا ورجل بقول هذا كانفي الأمر سعة" ويقول الإمام أحمد "الخلاف سعة" ويقول يحيى بن سعيد "أهلالعلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون فيحل هذا ويحرم هذا فلا يعيبهذا على هذا" ولهذا يجب الاطلاع جيدًا على اختلاف العلماء حتى لا نشدد ولاننكر على أمر مختلف فيه، ولذلك قال العلماء "من لم يعرف اختلاف العلماءفليس بعالم" وقيل أيضًا "من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم تشم أنفه رائحةالفقه" ويقول أبو حنيفة "أعلم الناس هو أعلمهم باختلاف الناس لأن من ينظرللأمر من كل وجوهه يكون أجدر على الحكم فيه بالصواب والخطأ وقد سئل يومًاهذا الذي انتهيت إليه هو الحق الذي لا شك فيه قال الإمام أبو حنيفة لاأدري لعله الباطل الذي لا شك فيه" وقد أجمع العلماء على "الإنكار علىالمخالف في الفروع" وقد يزعم البعض أن وجود حديث نبوي في موضوع الخلاف قدحسم النزاع والمخالف للحديث حينئذ مخالف للحديث والسنة وهذا خطأ للأسبابالتالية:فقد يعتمد هؤلاء تصحيح الحديث تقليدًا لبعض العلماء السابقين أو المعاصرينمن المتشغلين بالحديث، ولكن غيرهم لا يسلم لهم بذلك وهذا أمر معروف منقديم، ؟؟؟؟ السلف فهذا يصحح حديثًا وغيره يضعفه وهذا يوثق الراوي وهذايجرحه وقد يقوي أحدهم الحديث بتعدد الطرق الضعيفة التي يروي بها ولا يسلمغيره له بذلك وقد يحتج أحدهم بالمرسل ولا يرى آخرون ما يراه وهكذاكالأحاديث التي وردت في تحريم الذهب على النساء وقد يكون الاختلاف ليس علىافتراض صحة الحديث بل بأن الحديث ليس في ؟؟؟؟ عادلي من أمور الدنيا يجوزالأخذ به أو لا يأخذ به وقد يكون الحديث في أمر تشريعي ولكن الخلاف واقعفي دلالته على الحكم كما إذا اشتمل على أمر أو نهي فهل الأمر للوجوب أمللاستحباب أم للإرشاد وهل النهي للتحريم أم للكراهة، وهل الكراهة تحريميهأم تنزيهيه هذه الاحتمالات كلها قائمة وهي أقوال لعلماء الأصول في دلالةالأمر والنهي وقد رأينا الصحابة يسمعون من رسول الله أوامر ومع هذايترخصون في تركها لعلمهم إنها لم تكن جازمة كما في الحديث الصحيح "إناليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم وأصبغوا" البخاري، يرون الأمر هنالمجرد الإرشاد والاستحباب لهذا امتثل البعض وامتنع البعض ولهذا رأينا أمامثل ابن تيمية يحمل حديث "من مس فرجه فليتوضأ" على الاستحباب وبعد هذا أخيالحبيب الا يكون التيسير على الناس وعدم التشدد هو مقصد الشريعة الإسلاميةكما جاء به القرآن ومنهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهج السلفالفعلي وكذلك مراعاة الاختلاف بين الأئمة وهل يكون ذلك ترخصًا كما يزعمالبعض.ثمة شبهة أن هناك بعض السلوكات الشخصية للأفراد بها مخالفات شرعية؟يجب أن نعلم أن الجماعة ليست هي جماعة الخاصة أي ليست جماعة النخبةوالعلماء ولكنها جماعة لعموم المسلمين تشمل القوي والضعيف والمتعلموالجاهل فهي لا تشمل نوعيات خاصة، ومنهج الإخوان يعتمد على نظام التربيةوهذه التربية لا تكون لمن اكتملت أخلاقه وأفهامه ولا يتصور أن يصبحالإنسان بين يوم وليلة صحابي أو صديق والتربية كمستشفى للعلاج فمن المرضىمن يقصر فترة علاجه ومنهم من يطول فترة علاجه، كما أنه لا يوجد معصوم منالخطأ إلا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويظل الإنسان يذنب ويتوب إلى أنيلقى الله ـ عز وجل ـ كما أن لكل عالم هفوة أو زلة والجماعة لا تتوانى عنتوجيه الأفراد وتصحيح الأخطاء كما أن خير القرون قرن الحبيب ـ صلى اللهعليه وسلم ـ وخير الأصحاب أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهم منتخلف عن الجهاد كالثلاثة الذين تخلفوا منهم كعب بن مالك، ومنهم أبو لبابةالذي أفشى سرو رسول الله ومنهم الذي وقع في جريمة الزنا، وغير هذا كثيرفهل يعد هذا في الصحابة رضوان الله عليهم وكما قلت إن الجماعة تقومبمراجعة العديد من أفرادها الذين أخطأوا في تصريحاتهم وتصرفاتهم ويتقبلهؤلاء ولله الحمد النصح ولكن ذلك أما يتم سرًا لوجوب ستر المسلم أوتصريحات غير معلنة أو ربما معلنة ولكن لم تأخذ حقها من النشر.واختتم أخي الحبيب إن آراء الأفراد الغير رسمية هم يسألون عنها وكذلكأخطائهم وليست الجماعة، وهل يؤاخذ الإسلام عمومًا على أخطاء المنتسبينإليه أن أحسنوا فقلنا أحسن الإسلام وإن أساءوا قلنا أساء الإسلام كلابالطبع.ثمة شبهة أخرى مأخذ سلوكيات أبناء وأسر وعائلات بعض أفراد الإخوان؟يجب أن نعلم أن قدر الدعاة في سبيل الله التعرض للابتلاءات وهذه سنة وقدتعرض الإخوان لأشد أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات لسنين طويلة ولمترحم أنظمة الحكم حتى أسر الإخوان الذين اعتقلتهم فمنعت عنهم أي مساعداتومن كان يجرؤ على المساعدة كان نصيبه السجن من أجل أن تواجه هذه الأسرمغبة غياب عائلها وفي ظل هذه الظروف العصبية تربى أبناء الإخوان فمنهم منزادته المحنة نقاءًا وصلابة ومنهم من سحقته هذه المحنة وخرج الإخوان بعدذلك فوجد بعضهم أبناءه وقد بعدوا عن منهج الإسلام فبدات محاولة التربيةالإسلامية لهؤلاءفمنهم من نجح ومنهم من لم ينجح ولا عجب في ذلك فإن الهداية من الله وحدهويكفي أن نعلم أن بعض أنبياء الله لم تفلح تربيتهم لأبنائهم وزوجاتهمكنوح، ولوط ـ عليهما السلام ـ قد كان هذا مع الأنبياء فما بالك بمن يكونمن عامة البشر ثم إن أخي الحبيب من الإخوان من التزم المنهج الإسلامي فيعمر متقدم بعد أن كان قد تزوج وأ،جب الأبناء في فترة جاهلية فلما شاء اللهله أن يلتزم حاول تغيير أهله فكان التغير متفاوتًا في الاستجابة، وأمامتلك الظروف والحقائق التي ذكرناها لا يجب أن نشدد على من لم يستطع أن يهديزوجته أو أبناءه ولا نحمله وزر أعمالهم، على إننا لا ننفي تقصير بعضالأفراد بتربية وتوجيه أسرته حتى ولو كان انشغاله بسبب الدعوة.ثمة شبهة أخرى تثار حول عمل بعض الإخوان في مؤسسات ووزارات فيها مخالفات؟!أولاً: إن الإخوان المسلمين يسعون إلى إقامة دولة إسلامية بجميع مقوماتهاوهذا يستلزم توافر الخبرات اللازمة المدربة في جميع المجالات فيجب عليهمأن يدخلوا جميع المجالات حتى وأن كان في بعض هذه المجالات مخالفات شرعيةوذلك حتى يتسنى لهم إدارة هذه الأماكن إسلاميًا عندما تقوم الدولةالإسلامية ويكفي أن الثورة الإيرانية عندما قامت لم يكن لهم باع فيالسياسة الخارجية فاستعانوا بأحد الأفراد الذي أتضح أنه عميل أمريكي.ثانيًا: عدم إتاحة الفرصة على هذه الأجهزة وتوجيهها على صالحهم من شأنهزيادة معاناة البلاد والعباد.ثالثًا: إن الإخوان المسلمين أرفق وأحسن من غيرهم عند تطبيقهم للقوانينالوضعية فهم يسعون لتخفيف هذا الواقع المر على الناس كما قال بذلك الفقهاءالقدامى.رابعًا: إن السكوت على الظلم في حالة الاستضعاف لا يعتبر موافقة أو مشاركةفي هذا الظلم طالما توافر الإنكار القلبي وطالما توفرت النية الصالحة منوراء البقاء والعمل في هذه لأمكنة. والسعي وراء الرزق وحده لا يجب أن يكونالهدف الوحيد لمن يعمل في تلك الأماكن.ثمة شبهة أخرى أن الجماعة تلجأ إلى أسلوب المداهنة؟أولاً: البعض يرى أن مدارة السفهاء نفاق ومداهنة، وهذا خطل كبيرينالمداراة والمداهة، وبينهما فرق كبير والبعض ينطلق في هجوم عنيف لبعض قادةالجماعة دون أن يعلم الفرق بين المداراة والمداهنة، فالمداراة خلق إسلامي،والمداهنة خلق ممقوت لا علاقة له بالإسلام بل هي خلق المنافقين والذينيبيعون دينهم بدنيا غيرهم "وإلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يقرأون وأنهمعلماء فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ استخدم المدارة في دعوته مع بعضالأشرار، أخرج البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "أنرجلاً استأنذ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رأه قال: بئس أخوالعشيرة وبئس أخو العشيرة فلما جلس تطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيوجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيتهقلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله: يا عائشةمتى عهدتني فاحشًا؟ إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناساتقاه شره" وكان فعل الصحابة أيضًا فكانوا يقولون والله إننا نبتسم لأقواموقلوبنا تلعنهم" واعلم أخي أن المداراة هي بذلك الدنيا لصالح الدين أوالدنيا أو هما معًا وهي مباحة بل تستحب أحيانًا.أما المداهنة هي ترك الدين لصالح الدنيا ومعاشرة الفساق وإظهار الرضا بماهم فيه من غير إنكار عليهم.ثمة أمر آخر نتعرض له وهو واقع في مدار الاختلاف بين العلماء وقد أثرنا أننتعرض له لأن أحد الفريقين المختلفان يكيل التهم للآخرين ويشنون عليهمالغارة بين الحين والحين.وقبل أن نبدأ في نقل آراء الفقهاء نذكر مقولة أحد العلماء أن الجدل في هذهالقضايا الاختلافية لن ينتهي ما دامت أسباب الاختلاف قائمة وقد ذكرنابعضًا منها عند تعرضنا للاختلاف في الأحكام الفقهية فلن يزول الاختلاف بلقد يكون الإخلاص والحماس أحيانًا من أسباب هذا الخلاف وسيظل الاختلافقائمصا ما دامت النصوص نفسها التي تستنبط منها الأحكام قابلة للاختلاف فيثبوتها ودلالتها وما دامت أفهامن البشر متفاوتة في القدرة على الاستنباطومدى الأخذ بظاهر النص أو بفحواه بالرخصة أو بالعزيمة وسيظل الاخلاف مادام في الناس من يأخذ بشدائد ابن عمر ومن يأخذ برخص ابن عباس وما دام فيهممن يصلي العصر في الطريق ومن لا يصليها إلا في بني قريظة وقد اختلفالصحابة ومن تبعهم بإحسان في فروع الدين ووسع بعضهم بعضًا وصلى بعهضم وراءبعض دون نكير "ابن مسعود وسيدنا عثمان".ولندخل الىن إلى أولى هذه المسائل هل النقاب واجب أم لا؟أولاً: أدلة القائلين بوجوب:1 ـ ما جاء عن بعض المفسرين (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من جلالبيهن ذلك أدنى أن يرعفن فلا يؤذين( وروىعنعدد من المفسرين أن أدناء الجلاليب عليهن أن يسرتن بهاجميع وجوههن بحيث لايظهر منهن شيء إلا عين يبصرن بها، ولكن ليس هناك اتفاق على معنى الجلباب،ولا على معنى الإدناء في الآية وقد ذكر الإمام النووي في شرح مسلم فيحديث أم عطية في صلاة العيد "أحدانا لا يكون لها جلباب، قال: قال النضر بنشميل: الجلباب ثوب أقصر وأعرض من الخمار وقيل هو ثوب واسع دون الرداء تغطيبه صدرها وظهرها، وقيل هو كالملاءه والملحفه، وقيل هو الإزار وقيل الخمار"صحيح مسلم جـ 2 صـ 542 ط الشعب.وبهذا اختلف في تفسير الجلباب والإدناء فسقط الاستدلال بالآية على وجوبستر الوجه.2 ـ ما جاء عن ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها) أن ما ظهر منها هو الرداء والثياب الظاهرة، وهذا التفسير يعارضما صح عن غيره من الصحابة: ابن عباس وابن عمر، وعائشة وأسماء ـ رضي اللهعنهم ـ وعن غيرهم من التابعين أنه الكحل والخاتم أو الوجه والكفين وقد ذكرابن حزم أن ثبوت ذلك عن الصحابة في غاية الصحة.3 ـ ما جاء في تفسير صاحب أضواء البيان من الاستدلال قوله (وإذا سألتموهنمتاعًا فسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وإذا قال أنه يجبلأجل الأطهريه من الريبة وقدر بعض الفقهاء على ذلك أن هذا النوع من الريبةبعيد عن أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله إنما المقصود بالاطهرية هنا منمجرد التفكير في الزواج الحلال الذي قد يخطر ببال أحد بعد رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ كما أن قياس نساء المؤمنين على نساء الرسول مردود لقولهتعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء).4 ـ ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة عن عائشة "كان الركبان يمرون بناونحن محرمات على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا حازوا بنا سدلتأحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناها" والحديث ضعيف لأنفي إسناده يزيد بن أبي زياد وفيه مقال ولا يحتج في الأحكام بضعيف كما أنهذا الفعل من عائشة لا يدل على الوجوب ما عرف في الأصول إن وقائع الأحوالإذا تطرق إليها الاحتمال كساها ثوب الإجمال فسقط بها الاستدلال والاحتمالهنا بأن يكون ذلك حكما خاصًا بأمهات المؤمنين من جملة أحكام خاصة بهن.5 ـ ما رواه الترمذي مرفوعًا "والمرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"حسن.والحديث هنا لا يفيد الكلية بل يدل على أن الأصل في المرأة هو التصونوالستر لا التكشف والابتذال وكيف يتصور أن يكون الوجه والكفان عورة معالاتفاق على كشفهما في الصلاة ووجوب كشفهما في الإحرام.6 ـ باب سد الذرائع وهو ترك شيء مباح مخافة أن يصل إلى الحرام وهو أمراختلف فيه الفقهاء ولكن من المقرر لدى المحققين من علماء أصول الفقه أنالمبالغة في سد الذرائع كالمبالغة في فتحها، وإذا فتح الشارع شيئًا بنصوصهوقواعده فلا ينبغي لنا أن نسده بآرائنا وتخوفاتنا فنحل بذلك ما حرم اللهأو نشرع ما لم يأذن به الله، وربما يقول قائل إننا نسلم بالأدلة الشرعيةبمشروعية كشف الوجه والكفين في الصدر الأول ولكن الصدر الأول كان مثاليًاونحن في عصر الذئاب الآن لذلك لا بد من النقاب وللرد على ذلك أن الصدرالأول كان أنقى العصور إلا أنه كان به من زنا ومن أقيم عليه الحد ومنارتكاب دون الزنا وكان فيه الفساق الذين يؤذون النساء بسلوكهم وقد نزلتآيات في ذلك (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) (لئن لم ينته المنافقون والذينفي قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلاقليلاً) كما أن أدلة الريعة إذا ثبت صحتها فلها صفة العموم والخلود فليستلعصر أو لعصرين ولو صح هذا لكانت الشريعة مؤقتة لا دائمة.والآن إلى الرأي الآخر: كشف الوجه والكفين..هو قول جمهور فقهاء الأئمة منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم..1 ـ مذهب الحنفية: "لا ينظر إلى المرأة الأجنبية إلا على الوجه والكفين إنلم يخف الشهوة منهما، ليس بعورة "وزاد أبو حنيفة القدم" وقال الأصل فيقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال عامة الصحابة الكحلوالخاتم والمراد موضوعهما الوجه والكفين.2 ـ مذهب المالكية أقرب المسالك إلى مذهب مالك عورة المرأة جميع البدن غيرالوجه والكفين فليس بعورة وفصل في شرح إذا كانت المرأة جميلة فيجب النقابأما غير ذلك فمستحب.3 ـ مذهب الشافعية: في المذهب جميع البدن عورة ما عدا الوجه والكفينواستدلوا بقول ابن عباس في قوله (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قالابن عباس وجهها وكفيها.4 ـ مذهب الحنابلة يقول ابن قدامة في

هو حضرتك أزاى لحقت تكتب ده كله يا دكتور ؟ ما شاء الله هههههههههه

عامة قرأت شويه وهكمل تانى إن شاء الله

الموضوع طويل اوى بس شيق

جزاك الله عنا كل خير يا دكتور

موضوعك ممتااز بارك الله فيك

طبعا قرأته كله بس ياريت حضرتك تكبر الخط شويه وتلونه علشان عنيا زغللت ههههههههه

الموضوع في وقته فعلا ليوضح لنا ما يحيرنا في هذا الامر ويضع النقاط فوق الحروف

وياريت الكل يقراه ويستفيد من كلامك الرائع

شكرا يا رائد على المقال

والظاهر كده ان الجراحه ضربت معاك وفجرت مواهبك السياسيه هههههههههههههههههه

طيب لما رائد يكتب كده وبقوه عن الأقباط والإخوان والانتخابات أمال احمد عمل أيه والله انا خايف عليكم من أنفجارات الجراحه والباطنه اللى بتشيع الدماغ ههههههههههههههههههه

طبعا ان بهزر ...انت معروف انك خبير سياسى بس ديما رأيك كنت بتقوله وأحنا بنلعب بلاى أستشن مش على الملأ كده ده الجديد يا كبيرنا هههههههههه

وطبعا انا مش هقول زيهم ان الخط صغير لأىن عارف انك ممكن تكون كتبت الكلام ده وانت بتذاكر ههههههه

بس بجد مفاجئه جميله ومقال أكثر من ممميز ولما الكبير بيتكلم كلنا بنتعلم

انا منتظر الشعر ....والمقالات التانيه ..وخليها على الله العمر واحدو الرب واحد

مقال مميز وكلام رااائع
بس الجديد انى النظارة اللى هعملها هتكون على حسابك ههههههههه

الصراحه يا دكتور أن المجتمع المصرى مجتمع متدين بطبعه وعلشان كده الإخوان نجحوا فى الأنتخابات اللى فاتت لكنى شايف ان الإخوان مش هينجحوا السنه دى خالص وشايف كمان أن قرار دخولهم الانتخابات دى كان غلط كبير

مش معقول ان هيتم السماح لهم بدخول البرلمان تانى خصوصا بعد اللى حصل فى الدوره اللى فاتت

وبالنسبه مسألة الأقباط لأزم كلنا نعرف أنهم مصريين زينا والدوله المدنيه هى أعدل وأفضل حل

لكن فى الفتره الأخيره فى أنشقاقات فرديه زى مثلا تصريحات الأنبا بيشوى اللى كانت بجد مستفزه وفى الحاله دى لازم يكون فى رد وتدخل قوى من الدوله

شكرا على مقالك المميز

وانا عينى موجعتنيش زى باقى الأعضاء لانى ببساطه نقلته وكبرته وبعدين بدأت أقرأ ههههههههههههه مش عارف ليه كل اللى عينهم وجعتهم معملوش كده ؟؟ هههههههه

عامة شكرا على الموضوع المتميز

السلام عليكم

بالعكس يا بشمهندس انا شايفه ان القرار صح وعين العقل لان الاخوان في مصر جماعه لا يستهان بها وجزء من مصر حتي لوما اخدناش مقاعد مينفعش منشاركش لان ده واجبنا تجاه بلدنا وتجاه شعبنا


ربنا سبحانه وتعالي بيقول ( ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين
صدق الله العظيم

مينفعش ابدا نسكت عن الفساد والظلم والاحوال المترديه اللي بنمر بيها ونتنصل من مسئوليتنا لمجرد انهم مش هيسمحوا لينا

احنا قررنا ناخذ بالاسباب ونتوكل علي الله وهو حسبنا ونعم الوكيل

وببساطه لو قاطعنا وانسحبنا الفساد مش هيلاقي معارضه بالحجم الحقيقي وهيعمل اللي هو عاوزه وفي الاخر قدام العالم هيقولوا اهوه مصر عملت انتخاباتها من غير معارضه واحنا بكده بنثبت للعالم ان انتخاباتنا نزيهه والشعب راضي وفي السليم ومحدش قدر يطالب بحقه المشروع !!!!

طيب وبعدين ؟ هو ده الحل؟
لالا الانسحاب والمقاطعه مش حل انا شايفه انهم ضعف .

الاخوان مستعدين للتضحيه ومستعدين للعواقب مهما كانت وكله جاهز للاضطهادات وللمنتجعات ولكل الاساليب المعروفه
متوكلين علي الله مستعينين به

ودي مسئوليه امام الله وان شاء الله احنا قدها ايدينا في ايد الشرفاء والاحرار وربنا يعيننا
مش هنموت لو مااخدناش مقاعد ومش هنموت لو تربصوا بنا وسجننونا لكن هنموت الف مره لو قصرنا في حق بلدنا وسيبناها من غير ما نمدلها ايدينا واحنا شايفين اننا نقدر .

انا جيت متأخره هههههه
لحد ما قريت الموضوع كله

مقال رائع ومتميز فعلاااا
وبيناقش اكتر من فكره هامه

ميرسى بجد يادكتور على المقال

عندى تعليق على التعليقات

طبعا الموضوع موضوع قوى جدا وتقيل جدا وممكن نتناقش فيه كتير جدا

لكن أطلب من الساده الزوار ان يساعدونا فى الإستفاده من تجربه الديمقراطيه لأن من حق الجميع أن يعبر عن رأيه ولكن ياريت يكون التعبير دون تجاوز إحنا هنا مش بنحذف حاجه ولا كلام ولكن أرجو من الجميع ألا يقول رأيه أو حكمه على مجموعه أو على فئه فى سطر واحد قاسى جدا متجاوز حدود النقاش وحدود المألوف

وشكرا لكم