ساحة ملتقى العقول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شراكة استراتيجية عربية إفريقية

اذهب الى الأسفل

شراكة استراتيجية عربية إفريقية  Empty شراكة استراتيجية عربية إفريقية

مُساهمة من طرف عذاري السبت 16 أكتوبر 2010, 4:36 am



شراكة استراتيجية عربية إفريقية  Jb12872036851



شراكة استراتيجية عربية إفريقية








تابعنا في الأسبوع الماضي نتائج القمتين المهمتين اللتين عقدتا في مكان واحد هو مدينة «سرت» الليبية، وفي زمان واحد في يومين متتاليين هما الثامن والتاسع من أكتوبر الماضي، برئاسة واحدة، الأولى عربية استثنائية بدت ضرورية، والثانية إفريقية عربية استراتيجية وغير عادية.

ومثلما كان لظرف الزمان ولظرف المكان أثره في مسار ومقررات القمة الأولى التي عقدت بهدف واحد هو «تطوير منظومة العمل العربي المشترك»، في الطريق إلى بناء «الاتحاد العربي»، الذي بدا محل خلاف رغم إقراره، كان للجغرافيا والتاريخ المشترك بين العرب والأفارقة تأثيره الإيجابي في مسار وقرارات القمة الثانية، وأهمها إقرار «الشراكة الاستراتيجية العربية الإفريقية» من دون خلاف.

فمن حيث التاريخ والزمان في القمتين، تبدو الأهمية واضحة، في ما أصبح ملحا وضروريا، بل ومصيريا، في مواجهة المخططات الاستراتيجية الصهيونية والغربية السافرة بتفتيت المفتت وتقسيم المقسم أصلا من دول عربية وإفريقية، وأبرز الأمثلة على ذلك بكل أسف أمثلة عربية، إفريقياً في الصومال والسودان، وآسيوياً في العراق واليمن ولبنان، وهو ما يضاعف من أهمية مثل هذه القمم للرد بتحرك اتحادي عربي أولاً، وعربي إفريقي ثانياً، مضاد للتحرك الانفصالي التقسيمي الأميركي والغربي.

وبالرغم من الأهمية المضاعفة لكلا القمتين وما انتهت إليه من نتائج، فلقد بدا الاهتمام الشعبي والإعلامي العربي بهما أقل من تلك الأهمية، بسبب ما تعودنا عليه في العقود الأخيرة من النتائج الأقل تلبية لطموحات الشعوب من هذه القمم، بما كرس فجوة ما بين إرادات الشعوب وقرارات القادة، آن الأوان لسدها في مثل هذه الظروف المصيرية.

وبرغم ما بدا خلافاً سلبياً بين موقفين عربيين من مشروع الاتحاد العربي الذي تطمح إليه الشعوب العربية، إلا أن مسار الحوار الذي ساد القمة الاستثنائية الأولى أفضى في النهاية إلى وفاق إيجابي بإقرار جوهر ما انتهت إليه اللجنة العربية الخماسية التي شكلتها قمة سرت العادية في مارس الماضي لدراسة المشاريع العربية المختلفة لتحقيق الهدف الرئيسي، وهو تطوير منظومة العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية، والسير إلى الأمام في دراسة مشروع «منتدى الجوار العربي» الذي طرحته الجامعة العربية.

كان المطروح على اللجنة الخماسية مشروعاً ليبياً مر على طرحه ثلاثين عاماً هو مشروع «الاتحاد العربي» وهو مشروع فيدرالي على غرار «الاتحاد الأوروبي» الذي سبقه وتم تنفيذه، و«الاتحاد الإفريقي» الذي لحقه وجاري تنفيذه.

وفي المقابل مشروع مصري سعودي تنسيقي لا يرى البدء ب«الاتحاد»، ويبقي على صيغة «الجامعة» العربية، مع تطوير تدريجي في أطرها وهيكلها وآليات عملها وصولاً إلى الاتحاد، وبين المشروعين مشروع يمني وورقة قطرية تطرح صيغة وسطاً عبر مشروع كونفدرالي هو «اتحاد الدول العربية»، وأقرت القمة مشروع التطوير الجوهري في الطريق إلى الاتحاد.

لكن القمة الإفريقية العربية الثانية في قاعة «واجادوجو» كانت الأكثر حرارة وحيوية وديناميكية برغم تأخير عقدها على مدى ثلاثة وثلاثين عاما كاملة بغير مبرر معقول، ومع ذلك فكان الحماس لإقرار مشرع الشراكة الإستراتيجية واضحا على الجانبين العربي والإفريقي معا، وهي الشراكة الطبيعية القائمة في الواقع جغرافيا وتاريخيا وبشريا، والذي تمليه ضرورات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتنموية، والذي عكسته مواقف عربية بارزة في تحرير إفريقيا من الاستعمار وفي دعم أفريقيا للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين وكسر الحصار على ليبيا.

فأكد بيان القمة «الدعم الراسخ والمساندة الكاملة لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وحقه في ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة إلى وطنه والعيش في سلام واستقرار داخل حدود دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية»، وأن استراتيجية الشراكة هذه هي الوسيلة الرئيسة لإحياء التعاون ودفعه في خضم التحديات الراهنة.

وكلف وزراء الجانبين عقد اجتماعات دورية مشتركة لبلورة خطط العمل واتخاذ التدابير التنفيذية في مجالات تخصصهم، داعياً المجتمع الدولي ومجموعة الدول الثماني خصوصاً، إلى الوفاء بتعهداتها في شأن إصلاح النظام المالي والنقدي العالمي.

ودعا الرئيس المصري حسنى مبارك في كلمته الافتتاحية إلى العمل على تعزيز الشراكة الإفريقية العربية باعتبارها طريقا لخدمة لقضايا السلم والأمن والتنمية، وطالب العرب والأفارقة بوضع أيديهم مع بعض لوضع الشراكة بين إفريقيا والعالم العربي على مسار جديد لتعزيز التعاون العربي الإفريقي على الساحة الدولية.

وطالب بالعمل على تطوير التعاون بين الجانبين العربي والإفريقي ودعم آلياته ليصبح بحق شراكة إفريقية عربية فاعلة وفقاً لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه.

كما دعا الزعيم الليبي معمر القذافي العرب والأفارقة إلى التمسك بالوحدة، والتحليل العميق والتصرف الحكيم لمواجهة التحديات مشيرا إلى أن ثلثي العرب هم أفارقة، عن طريق تكثيف اللقاءات فيما بينهم، داعيا ثلث العرب الآسيوي إلى التكامل مع إفريقيا الواعدة.

ومتعهدا بأنه سيكون مخلصا خلال رئاسته للقمة على خلق فضاء عربي إفريقي يعكس حجم ووزن دوله وشعوبه بين الفضاءات العالمية الأخرى، في عصر الكبار الذي لم يعد فيه مكانا للكيانات الصغرى.




بقلم :ممدوح طه
عذاري
عذاري
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى