حوار مع النائب حمدين صباحى

في البداية نحب ان نتوجه لسيادتك بالشكر الجزيل على قبولك إجراء الحوار معنا رغم اهتمامات حضرتك الكثيرة و انشغال سيادتك الدائم.

في البداية نحب ان نقترب أكثر من الاستاذ حمدين صباحي الانسان و نسأله عن ميلاده و نشأته و عائلته ؟

أنا حمدين عبد العاطي صباحي ابن فلاح مصري بسيط من عائلة في بلطيم و تعلمت في مدراس كانت تمتلك نظام تعليمي رائع في بلطيم و لدت 5 يولية عام 1954 و دخلت كلية الاعلام و هناك كنت مشتركا في العديد من الانشطة الطلابية و تزوجت من سهام نجم و لدي ابنان محمد و سلمى

في المرحلة الثانوية اسست رابطة الطلاب الناصريين نرجو من سيادتك ان تحدثنا عن هذه الرابطة و ظروف انشائها ؟

لقد تشكلت هذه الرابطة بعد رحيل الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر و تشكلت من مجموعة من طلاب مدرسة الشهيد جلال الدسوقي الثانوية في بلطيم و في هذه الفترة كنت امين اتحاد طلاب المدرسة المنتخب و انشأنا من خلالها مجلة حائط بالمدرسة و من خلالها كنا نقول لماذا نحب جمال عبد الناصر و كيف نحافظ على تراثه و كيف يمكننا الاستفادة من تجربته الثرية .

و لكن ما السبب وراء اهتمامك بالسياسة منذ هذا السن ؟ و ما السر في عشقك لشخص الرئيس جمال عبد الناصر و حملك للواء الناصرية ؟

نحن ابناء مرحلة زرعت داخلها محبة و انتماء لهذا الوطن فمشروع عبد الناصر كان جزءا مما نأمله فهو يربط الانسان بحلم المشروع في وجود عدل اجتماعي و حرية و تحرر و مشروع وحدة عربية و كان هذا يتم بطرق متعددة فالمناهج الدراسية كانت تلعب دورا و الانشطة الطلابية كان ايضا كانت تلعب دورا و نحن أشعار صلاح جاهين و خطب جمال عبد الناصر و أظن أن هذه البيئة الثقافية و الفكرية و السياسية هي التى شكلت أفكارانا و الاهم من ذلك هو الوعي الاجتماعي فنحن ابناء فلاحين و لكن عبد الناصر و فر لنا التعليم و الحياة الكريمة لآبائنا و ابناءنا و اعتقد ان كل ذلك جعلنا نرتبط بالمشاعر من بعد العقل بحلم و مشروع جمال عبد الناصر .

من أشهر مواقفك وقفتك الشهيرة أمام السادات و انتقادك سياسته ارجو ان تحدثنا عن هذه الحادثة ؟

بعد انتفاضة الشعب في 18 ، 19 يناير 1977 احب السادات ان يظهر ان المؤسسات المنتخبة تقف معه و تؤزاره مقابل من انتفضوا في الشارع ( كان يسميهم الرفراف أو الغوغاء ) فاستدعى اتحاد عمال مصر فأيدوه و أساتذة الجامعات فأيدوه و استدعى اتحاد طلاب مصر الذي كنا نمثله و لقد وقفنا أمامه و عبرنا عن رأينا و لم نقف مع السلطة و ندين الجماهير و قلنا ان ما حدث في يناير 77 كان انتفاضة شعبية و ليست انتفاضة حرامية كما كان يسميها السادات و عرضنا بيان كنا قد صغناه في اجتماع مشترك عبر عن مطالب الناس و ما كانوا يعانون منه من مشاكل كارتفاع الاسعار و لقد استُفز السادات في هذا اليوم .

نرجو من سيادتك ان تسلط مزيد من الضوء على تفاصيل هذا اللقاء ؟

لقد تم استدعائنا للقاء السادات و كنا في استراحة القناطر الخيرية و مكثنا هناك قرابة الأربع ساعات إلى أن وصل السادات

ألم يكن ذلك نوعا من الحرب النفسية ؟

يعنى ...... فقد كان هناك إعلام و كاميرات و قوات الحرس الجمهوري و الدخول عبر أكثر من بوابة و في النهاية نحن كنا طلبة لا يتجاوز سننا 22 سنة .

و دخل السادات بكامل أبهته و حاشيته و جلس إلى جانبه نائبه محمد حسني مبارك و وزير التعليم (الرجل الذي احبه كثيرا و احترمه د. مصطفى كمال حلمى و قد كان رئيسا لمجلس الشورى فيما بعد) و بدأ الرئيس في سماعنا و بدا على وجهه علامات الامتعاض فقد عرف اننا سنقول كلام ليس على هواه و قام السادات بإخراج بيان كنا قد كتبناه و وزعناه يوم 15 يناير (ذكرى مولد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر) و الحقيقة انى كنت انا من كتب هذا البيان و وافق عليه الاتحاد و قمنا بتوزيعه أمام ضريح الزعيم عبد الناصر . فقام السادات باخراج نسخة من هذا البيان و قال لنا " إنتوا بتقولوا ان انا ضد قوى الشعب العامل و ضد حقوق الفقراء و ان هناك ملامح سلام غير مشرف مع العدو الصهيونى و انى اتمايل يمينا عن خط عبد الناصر ، بقا انا باتمايل يمينا ده انا خليفة عبد الناصر ، أنا بقا عايز واحد من الناصريين دول يقوم و يقولى ازاي انا يمينا " قالها بغضب و تحدي فوقفت و قلت له " أنا يا فندم واحد من الناصريين اللي بتسأل عليهم " فقال لي السادات " برافو يا ابني انا احب الشجاعة " فقد كان يعتبر انى قولى باني ناصري في هذا الوقت و هذا السياق يدل على الشجاعة . و قمت و تحدثت معه و انتقدت سياسته و الحوار مازال موجودا إلى الآن على شبكة الانترنت و قد تحدثت خلال الحديث عن انتقاص لحقوق الفقراء و ملامح سلم غير مشرف مع عدونا الصهيونى و سألنى عن الحل فاجبته .

و في الحقيقة كان ذلك تنبؤ مبكر فقد كان حديثنا مع السادات اول فبراير 77 و السادات قام بمبادرته السلمية في نوفمبر من نفس العام. و لقد كانت ميزة هذا اللقاء انه جعل الناس يشعرون بان هؤلاء الطلاب الذين يقودون المظاهرات قادرين على ان يكونوا صوتهم في مواجهة الرئيس و النظام الحاكم .

و لكن لو عاد بك الزمن و قابلت السادات مرة أخرى هل ستكرر ما فعلت مع علمك بالمصير الذي سينتظرك من منعك في العمل في التلفزيون او اي جريدة قومية مع العلم انك كنت تتدرب في جريدة الاهرام و تعد نفسك للعمل بها و كان ترتيبك الاول في اختبارات قبول المذيعين بالتلفزيون و غير ذلك مما تعرضت اليه نتيجة هذه الحادثة

و لقد منعت ايضا من العمل بالجامعه و طلب منى ان اتقدم بما يشبه اعتذار أو التماس للرئيس السادات و لكننى رفضت . و اظن ان الموقف لو تكرر كنت سأعيد مافعلته فاظن ان مافعلته هو ابسط ما يقدمه مصري شريف يشعر انه يقول الحق

أثناء وجودك في الجامعة انشأت جريدة الطلاب و قيل انها كانت أحد وسائل معارضة السادات في هذا الوقت فماذا عن هذه الجريدة ؟

انا لم انشئ هذه الجريدة و لكنها كانت جريدة صادرة بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد مظاهرات الطلبة عام 68 و كان يرى ان اتحاد طلاب الجامعه يجب ان يكون له صوت ، هذه الجريدة التى اسسها عبد الناصر و كان يرأس تحريرها دائما نائب رئيس اتحاد طلاب الجمهورية للإعلام و النشر و لهذا اعتليت هذا الموقع لعبت دورا هاما للغاية في الانتصار لافكار جمال عبد الناصر و الدفاع عنه و عن تجربته في مواجهة المد الرجعي الذي بدأ و لعب الدور الرئيسي فيه "مؤسسه اخبار اليوم" برئاسة مصطفى و علي أمين

و أنا اعتبر هذه الجريدة أول جريدة معارضة حقيقية في مصر و لك ان تجد اعدادها في دار الكتب و الوثائق القومية وقد كانت هذه الجريدة نضال إعلامى جاد جدا للدفاع عن عبد الناصر ضد الهجمة التى بدأت عليه من عام 75 و لى هنا ان أذكر القائد الطلابي المحترم الذي كان في هذا الوقت مستشار تحرير الجريدة أ. محمد سليم (رحمه الله) و الذي كان يلعب دورا هاما و رئيسيا في اعطاء الجريدة هذه الروح في الدفاع عن الوطن و قضايا الشعب و جمال عبد الناصر في مواجهة تللك الردة التى حدثت بعد موت القائد عبد الناصر

لقد تعرضت لمحاولة اغتيال غادرة عام 1993 فما ملابسات هذه الحادثة و من كان المدبر لها ؟

اعتقد ان من دبر هذا الحادث هم من نفذوها (جهاز امن الدولة) و هذا ما اتضح بعد فشل المحاولة (فلقد نجانى الله منها بلطفه) و لقد اتهمونى انى كسرت حاجز و صدمت سيارتين فقد كانوا يطاردوننى و لا اعلم هل كانوا يريدون قتلى أم ان يلحقوا بي اصابات تعجيزية ، لا اعول على النية و لكن كان هناك أوضاع غريبة و حصار و مطاردة و ضرب . و لقد انصفنى الله فلقد كان هناك محاكمة عادلة أمام قضاة محترمين و بهيئة دفاع عظيمة على رأسها الراحل العظيم و المفكر الكبير د. عصمت سيف الدولة و المناضل الناصري العظيم فريد عبد الكريم و أيضا أ . ضياء الدين داود و المناضل الوطني نبيل الهلالي فتقريبا مصر كلها احتشدت للدفاع عنى و الحمد لله تم انصافي و تبرئتي من تهمة محاولة قتل ضابط في امن الدولة بعد أن عكسوا ما كانوا ينوون.

تعرضت لحوالى 15 اعتقال كما ذكرت بأحد البرامج فهل يمكنك ان تحدثنا عن ابرز هذه الاعتقالات و اعمقها اثرا في حياتك ؟

بعضها كان مؤثرا فأول اعتقال كان مؤثرا سنة 79 فقد كنت اول مرة اعتقل فيها ثم انى ادخلت سجن القلعة الرهيب بما يحمله في تراثنا في زنزانة انفرادية و تعرضت لنوعا من التعذيب النفسي و لقد استفدت من هذه التجربة و اخذت اخيرا سلمى و محمد حينما حولوا سجن القلعة لمزار سياحي و زرنا نفس الزنزانة .

أيضا تعرضت لاعتقال في سبتمبر 1981 عندما جمع السادات 1536 من معارضيه و قام بسجنهم في سجن طرة و قام بوضع 50 شخص في الزنزانة الواحدة و كنت أصغر المعتقلين سنا و كان من ضمن المعتقلين قامات في العمل الوطنى منها الاستاذ الكبير : محمد حسنين هيكل ، و فؤاد سرج الدين و فتحي رضوان و فريد عبد الكريم و اسماعيل صبري عبد الله و فؤاد مرسي فقد كان هناك نخبه هائلة موجودة و لقد استفدت من هذه التجربة في الاقتراب من اشخاص و افكار من مشارب شتى كلها وطنية و تحب مصر.

و في عام 97 تعرضت لتجربة لا انساها هي الاقسى فقد تعرضت لتعذيب بدني وحشي بشع و كان ذلك بسبب المشاركة في قيادة حركة الفلاحين ضد قانون العلاقة بين المالك و المستأجر و كان معى العديد من الزملاء منهم محمد فياض و محمد عبده و حمدي هيكل و سيد الطوخي و كمال خليل و كانت تلك التجربة عميقة جدا في نفسي فموضوعها مهم و هو الانتصار للفلاحين ففي النهاية انا ابن فلاح و تهمنى مطالب الفلاحين كما اثرت في بسبب تجربة التعذيب

و لكن بعد كل هذه الاعتقالات و المضايقات التى تعرضت لها في حياتك . ألم تشعر يوما بالاحباط أو تحدثك نفسك بان تكف عما تفعله و لم تجنى من وراءه سوى المتاعب ؟

انا مؤمن بالله و بما ادافع عنه و اعتقد ان ما ادافع عنه عادل و ما فعلته شيء بسيط فهناك من استشهدوا في سبيل الدفاع عن حقوقهم و مطالبهم ثم اننى عندي امل دائم اذا انفصل عنى لا استطيع الحياه فأنا بطبعي متفائل و انا اعتقد انه مادام الله موجودا فهناك أمل و ما دام الشعب موجودا فهناك أمل فأنا افعل ما يمليه علي ضميري و الباقي سيحققه الله و الشعب ان شاء الله و ما لن استطيع ان اراه انا فسيراه جيلكم ان شاء الله فنحن نقطع الشوط الذي علينا ان نقطعه و في النهاية الشعب سيصل .

كنت واحد من رواد مؤسس اتحاد اندية الفكر الناصري في جامعات مصر فمن اين اتت فكرة تأسيس هذا الاتحاد و ماذا عن دوره في الجامعات اثناء دراستك الجامعية

لقد كنا في تجربة في الجامعة بها حراك سياسي كبير و كانت الجامعة تموج بالحركات السياسية و كان هناك حضور ماركسي كبير و يستحق الاحترام و لقد اكتشفت عند دخولي الجامعه أن هناك تيارات داخل الطلبة كالناصريين و لكنهم لا يستطيعون التواصل و لا يجدوا بعضهم البعض و لقد لعب كلا من د. سيد غريب وسمير عدلى دورا رئيسيا في تجميعنا كطلبة ناصريين في جامعة القاهرة عامى 74 ، 75 و بحكم كوني في هذه الفترة رئيس اتحاد طلبة كلية اعلام (بعد ذلك كنت رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة ، و نائبا لرئيس اتحاد طلاب مصر) فقمنا بعمل معسكر عام 1974 مع كلية اقتصاد و علوم سياسية و كلية تجارة و خلال هذا المعسكر تأسس أول نادي للفكر الناصري و الجميل في هذه الفترة وجود اتحاد طلابي ناصري بالفعل و كان هذا الاتحاد ينظم لقاء ناصر الفكري في ذكرى رحيل ناصر من كل عام و كان اشبه بمؤتمر عام للناصريين من جميع انحاء مصر . و بعد ذلك كنت رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة و انتزعت الموافقة على ثلاثة كيانات طلابية نادي الفكر الناصري ، و نادي الفكر الاشتراكي التقدمي للماركسين ، و الجماعة الاسلامية و بدأنا تجربة ديمقراطية قائمة التعددية السليمة ، و لقد انتشر نادي الفكر الناصري في الجامعات و تم تأسيس اتحاد اندية الفكر الناصري بجامعات مصر كاطار ناظم لكل اندية الفكر الناصري و اعتقد ان هذه التجربة كانت تجربة ثرية جدا اسهمت في وجود تيار ناصري مستقل عن جهاز الدولة و قدمت الناصرية كفكرة في الجامعة و قدمت الناصرية كنظرية للثورة العربية تكرس الانتماء للفكرة و ليس للرجل و اظن ان الفكرة قدمت قاعدة شعبية في الشارع المصري .

كان عصركم يمتاز بوجود حلم أو مشروع يلتف حوله كل الشعب و على رأسه الشباب كوحدة الامة و تحرير فلسطين ثم تحرير سيناء كما كان للمشروع الناصرى صدى واسع كل تللك العوامل ساعدة في طرحك السياسي و في التفاف العديدين حولك و لكن في ظل اختفاء المشروع في الاجيال الحالية و احجام العديدين عن السياسة فهل ترى ان هناك مجالا امام النشاط السياسي الطلابي في هذة الايام ؟

الطلاب في مصر دائما هم طاقة التعبير و هم الضمير الحي في مصر و هم انعكاس لاحتياجات شعبهم و نحن لم نكن أكثر من ذلك و ليس مطلوب من الحركة الطلابية أكثر من ذلك . فالمصريين يريدون حقهم في ثروة و بلدهم و يريدون عدل اجتماعي و التخلص من الفقر و الفساد و ان يتخرج الطالب فيجد عمل بدون واسطة و نصيب عادل في العمل و الأجر و التعليم و هذه المطالب الاجتماعية هي مطالب المصريين و هذا النصيب العادل من الثروة لن يحصل عليه الشعب في رأيي الا بتصور اشتراكي و الشعب يحتاج كذلك الديمقراطية و حقوقه السياسية و المادية بجانب حقوقه الاقتصادية و الاجتماعية و هذه هي مطالب الشباب فلا يوجد أحد في عمر الشباب عمر الزهو و الشعور بالكرامة و الامل و الحلم يقبل ان تظل مصر في هذه الاوضاع الراهنة لا احد من الشباب يرضى ان تظل مصر مربوطة بقيود كامب ديفيد . و اعتقد ان الحركة الطلابية عليها ان تقول ما يريده الشارع فالطلبة هم وجدان شعبهم و صوته و ضميره و انا لا اعتبر الطلاب قوة تغيير فهم لا يقدرون على احداث ذلك وحدهم و لكنهم بالتأكيد أهم قوة للضمير و للتعبير و هم مع العمال و الفلاحين و الحرفيين و الطبقة الوسطى هم من سيشكلوا الكتلة الاجتماعية التى نراهن عليها ان تحدث التغيير في مصر و لكن نحن نريد من الطلبة أن يقدموا لنا ما يجعل ثقتنا النظرية فيهم لها ما صدق و اظن ان هذا دورا على الحركة الطلابية في هذه الفترة و ليس الطلاب الناصريين فقط و لكن كل الطلاب فنحن نريد جامعه لها دورها في المجتمع و طلبة في مقدمة النضال الوطني و بما اني مؤمن بالناس فالبضرورة أنا مؤمن بالطلاب فانا اعتبر نفسي ابنا للحركة الطلابية

كنت واحدا من مؤسسي الحزب الناصري فما سبب انفصالك عنه ؟ و هل يرجع ذلك نظرا لسعيك للوصول لرئاسة الحزب كما اثير ذلك ؟

نحن لم نخرج من الحزب الناصري و لكننا اخرجنا من دارنا لأننا كنا أصحاب رأي و خلافنا كان حول الديمقراطية في الحزب فلو كان أخذ المناصب في الحزب عن طريق ديمقراطي لما واجهتنا مشكلة و لكننا عانينا داخل الحزب من غياب الديمقراطية و سيطرة جماعة بعينها على قرارات الحزب التنظيمية و قد اصررنا على مطالبنا حتى تم اخراجنا من الحزب و بعدها قمنا بشق طريقنا و لا نرجو للحزب الناصري الان الا كل خير

و ما هو تقييمك لاداء الحزب الناصري في هذه الفترة ؟ و ما تعليقك على قبول الحزب تعيين أحد قياداته في مجلس الشورى بقرار جمهورى و ما اثير حول ذلك من وجود صفقة بين الحزب و النظام الحاكم ؟

لو كنت مكانهم لرفضت ...... الحزب الناصري ضعف منذ فترة طويلة و القبول بالتعيين هو خاتمة مطاف لضعف اصاب الحزب الناصري و افتقاد الديمقراطية داخل الناصري و بعده عن الجماهير ساعدا في هذا الضعف و لهذا اعتقد ان التجربة الحزبية في مصر بمجملها ضعيفة و لكن كان يمكن ان تكون ضعيفة و تحافظ على المصداقية باقترابها من الناس فحينما يعرض على ان اتحدث بلسان

الناس يجب علي ان ابتعد عن السلطة .

في تقييم سيادتك هل توجد احزاب حقيقية في مصر ؟

التجربة الحزبية في مصر الآن كلها هشة حتى بما فيها نحن فنحن لم نتجاوز ما فعلناه و لن نتجاوزه إلا بان تكون الجماهير معنا معنا بالحركة و ليس بالقلب و لا باللسان فهي معنا الان بالقلب و اللسان و هذا بنضالنا وسط الجماهير و باقي ان تكون معنا بالحركة في الشارع بالمقاومة المدنية ضد ما يحدث بمصر الان .

بعد خروجك من الحزب الناصري قمت و آخرون بانشاء حزب الكرامة العربية و لكن لم يتم الاعتراف بالحزب إلى الآن فما اسباب الرفض ؟

اسباب الرفض اننا غير موجودين تحت السقف الذي حدده النظام فنحن غير ملتزمين بالخطوط الحمراء التى تملى على المعارضة فنحن مؤمنون في حقنا في الوجود في الشارع و في حقنا أن نقول كلمتنا و اعتقد ان هذه هى اسباب رفضنا الحقيقية و بالاضافة لتقارير امنية جعلتهم يرفضوننا و هم يملكون مواد جاهزة لرفض أي حزب .

و لماذا اسم الكرامة ؟

أنا اعتقد الكرامة هي تعبير عن جوهر ما هو حق في كل انسان و جوهر ما يريده مؤسسي الحزب فمعظم مؤسسي حزب الكرامة ناصريين و من هنا اشتهرت فكرة انتماء الحزب للناصرية فالحزب لا يشترط ان يكون اعضاؤه ناصريين و لكنه يشترط الاتفاق على المشروع الناصري و ما ينادي به الحزب هو تحقيقا للكرامة فاعتقد ان الاستقلال الوطنى هو كرامة ، التحرر من الفساد هو كرامة ، العدل الاجتماعي هو كرامة ، التخلص من التبعية كرامة ، الديمقراطية و الحقوق الاقتصادية و الاجتماعيه كرامة . و تأتى التسميه كذلك لأن الله في قرآنه الكريم يقول " و لقد كرمنا بني آدم " فالله عز و جل لم يقل كرمنا المسلمين أو كرمنا المؤمنين و لكنه جل شأنه قال بني آدم فالكرامة اساس من اسس تكويننا الانساني و لا ينبغي لسلطان أو حاكم أن يسلب هذه الكرامة فنحن نسعى لتحقيق الكرامة لوطننا العربي من خلال الحزب .

و لكن و بكل حيادية هل ترى لحزب الكرامة صدى في الشارع المصري ؟

اعتقد ذلك و قد حققنا ذلك بنضالنا و وقوفنا مع الجماهير طوال العشرة اعوام السابقة فلم يكن هناك عمل في الشارع المصري لم يكن حزب الكرامة مبادر اليه أو مشارك في قيادته أو على الاقل شريك في جزء كبير فيه فكل مظاهرة في الشارع كنا مشاركين فيها و كل مطلب وطني قومي ديمقراطى كنا داعمين له و كل اعتصام أو اضراب كنا مشاركين فيه أو داعمين له أو داعيين له و كل دعم للمقاوميين في فلسطين أو لبنان أو العراق كنا مشاركين فيه و كل دفاع عن حقوق المجتمع كنا شركاء فيه و لقد قمنا ببناء حزبنا فهو حزب واقعى قائم على شرعية جماهيرية و شرعية دستورية حتى لو حرمتنا لجنة شئون الاحزاب الغير دستورية من وجهة نظرنا من هذا الحق و لقد قررنا الا نتقدم اليها مجددا ما بقيت هذه القيود و نحن نعتبر انفسنا حزب شرعي و حزب يقام بسلطة الامر الواقع فنحن حزب معلن باراداة الناس و نعمل على هذا الاساس .

و ما هو تقييمك لتجربة انتخابات حزب الوفد الأخيرة ؟

أنا احترم هذه التجربة الديمقراطية و يجب على الاحزاب ان تحتكم على قواعد ديمقراطية في اختيار رؤسائها و قياداتها الداخلية و اعتقد ان حزب الوفد نجح في ذلك .

دائما ما يكون دخولك مجلس الشعب بعد معارك عنيفة بداية من معركة عام 1995 و التى اسفرت عن مقتل الحاجة لطيفة و الحاجة فتحية انتهاءا بمقتل جمعه الزفتاوى عام 2005 فما السبب وراء كل هذه المعارك و لماذا التخوف دائما من دخولك مجلس الشعب ؟

انا اعتقد ان السلطة تحاول ان تحاصر من ينطقون بما في داخل الناس و هذه كانت الحقيقة في بلطيم و في الحقيقة لقد فوجئوا بي في 95 وجدوا رجل كانت معظم انشطته في اطار المظاهرات فقد كنت من النخبة المدينبة و هذه نخبه تستطيع الدولة تحملها بشرط الا يكون لها جنود . و لكننا اجتمعنا و قلنا بما ان الشعب هو القائد و المعلم فنحن نريد التعبير عن الام الناس و قد استخدم آنها قائدنا المناضل العظيم كمال أبو عيطة تعبير " نريد أن يتذوق الناس طعمنا و نرى " و انتهى المطاف بان انزل الانتخابات عن دائرة بلطيم و الحامول و كان الامن سعيد بذلك على اساس ان هؤلاء الذين يسببون لنا المتاعب في القاهرة سيعرفون قيمتهم الحقيقية فانا لست من عائلة كبيرة و شاب و لا امتلك لا مال و لا ارض و لا نفوذ و لا املك ان اتى لاحد بوظيفة في مواحهة قطاع سياسي متحكم و لكن اهل بلطيم وقفوا بجانبي .

و ما هو موقفك من الترشح لانتخابات 2010 ؟

انا ارى ان الموقف الراهن في مصر يستوجب المقاطعه و هذا هو موقفنا الذي عبرنا عنه و قلنا شعار " نقاطع معا او نشارك معا " و كان هذا موقف كل القوى الوطنية و الجمعية الوطنية للتغير و التى نحن أعضاء فيها و الذي اراه الان ان هناك استسلام فكل من له نواب في البرلمان قرر النزول و كل من ليس له نواب في البرلمان قرر المقاطعة و نحن من البداية لنا موقف الا نخون من يشترك و لكن اعتقادنا دائما ان الصواب هو المقاطعه و لكننا نرى ان معظم القوى التى يمكن أن تؤثر قررت المقاطعه و ان ارى ان يقاطع حزب الكرامه و لكن الرأي الغالب سيحسم في اجتماعات الحزب في الايام القادمة و هناك اتجاه ان نحافظ على موقفنا النظري الذي يرى مزايا المقاطعه و ان نشارك في الدوائر التى لدينا فيها اعضاء في مجلس الشعب فنحن لدينا ثلاثة اعضاء في البرلمان فنعود لهذه الدوائر حتى تكون شريكة معنا في القرار و خلال الايام القادمة سيتحدد موقفى بناءا على موقف و قرار الحزب

في انتخابات 2005 حصلت جماعة الاخوان على 88 مقعد في البرلمان في رأيك إلام يشير ذلك ؟

يشير إلى ان هذه الجماعة هي اكثر الكيانات الموجودة تنظيما إذا ما تم اعتبارها حزب سياسي و لقد حصلوا على اصواتهم و اصوات المحتجيين و من يشعرون بترهل و عجز السلطة و لقد وجه هؤلاء اصواتهم للمعارض الذي يقف في وجه السلطة .

و لكن هل تعتقد ان شعبية جماعة الاخوان في الشارع المصري ترجع إلى دور الاخوان و ايمان الشعب المصري بمشروعهم ام ترجع للصبغة الدينية الموجودة في طرخ الاخوان و التى تجد سبيلها وسط شعب متدين كالشعب المصري أم ان تللك الشعبية هي نكاية في الحكومة لا اكثر ؟

هناك تيارين شعبيين مؤكدين في مصر كما في أغلب الدول العربية ( التيار الاسلامى و التيار الناصري ) و هذا معتمد على توكينا الروحي و الثقافي و الديني و على احترامنا لديننا و هذا معتمد على التجربة الناصرية المشرقة التى انتصرت لاحلام الفقراء و بالذات الفلاحين و العمال و الطبقة الوسطى ففي اى مكان تذهب إليه و تتحدث عن عبد الناصر تجد من يقول " يا سلام الله يرحمه كان مع الفقير و الغلبان مش الغلا و الكوا اللي احنا فيه " و في اي مكان تذهب إليه و تقول " صلي على النبي " تجد من يقول " عليه الصلاة و السلام " فهذه مداخل و انا ارى انهما تيارين حقيقين شعبيا و الميزة التى لدى الاخوان انهم مستغلين هذا التيار الشعبي بتنظيم محكم و العيب الذي يواجه الناصريين انهم لم يحولوا هذا التيار الشعبي لحالة ناصرية حاضرة بسبب فشلهم في اقامة تنظيم سياسي محكم و لكن هذان هما التياران الموجدان في الشارع . و لكن هل معنى ذلك أن الاخوان كتنظيم هم أغلب المصريين ؟ بالطبع لا فهم أكبر تنظيم سياسي و لكنهم ليسوا اوسع تيار شعبي و اظن اننا يجب ان نعطى للاخوان كما كل التيارات على قدم المساواة دون تنزيه أو تفضيل أو تمييز الحق في يدخلوا انتخابات نزيهة و ليأخذوا نصيبهم و ليحكم الشعب عليهم فليس عندي مانع أن يأخذ الاخوان اغلبية البرلمان شريطة ان يدخلوا انتخابات حرة و نزيهة و ان نجحوا خيرا و ان فشلوا في انجاز وعودهم فسيحجم الشعب عنهم .

و ما هو تقييمك لاداء جماعة الاخوان في البرلمان ؟

تقييمي جيد ففي كل القضايا العامة كان موقفهم محترم و ان كانوا لا يلتفتوا بشكل كافي للقضايا الاجتماعية و الاقتصادية و لكن في قضايا الفساد و العلاقة مع العدو الصهيونى موقفهم فيها محترم .

لقد قمت بالاعتذار لجماعة الاخوان على ما حدث لهم في الحقبة الناصرية و هوجمت بسبب ذلك من بعض الناصريين قما هو ردك على هذا ؟

كان ذلك عام 2002 في العيد الخمسين للثورة الذي اقيم بنقابة الصحفيين و قلت " اننا لنا ولاء لجمال عبد الناصر الفكرة و جمال عبد الناصر الدولة فيما يخص الاصلاح و التحرر و الوحدة و نحن كناصريين اولى بنقد بعض النقاط في الحقبة الناصرية و في اطار هذا النقد نتقد بعض ممارسات الامن مع الافراد كالماركسيين و الاخوان " و اعتقد ان هذا موقف ناصري اصيل و يجعلنا نمارس نوعا من النقد الذاتى و هذا واجبنا و يجعلنا محل ثقة من شعبنا لاننا اذا وصلنا للسلطة لن نكرر هذه الاخطاء التى تعلمنا منها و يفتح الباب لحوار مع الشيوعيين و مع الاخوان حول مشتركات تنظر للمستقبل بدلا من التفرغ لاشكاليات الماضي و لا يوجد في ذلك أي خروج عن الخط الناصري ففي ذلك تأكييد و ترسيخ للناصرية كما أفهمها فالناصرية لا تعنى الاعتداء على حقوق الانسان و اصحاب الفكر و يجب على كناصري ان احترم كل من يختلف مع فكر عبد الناصر و ليس من الناصرية ان يكون هناك سجون و لا معتقلات و لا تعذيب و من يرى ان ذلك من ثوابت الناصرية عليه ان يراجع افكاره

هل انت مع وجود حزب سياسي للإخوان ذو مرجعية دينية ؟

لا .... حزب ذو مرجعية دينية لا و لكن حزب لجماعة الاخوان كجماعة سياسية فنعم و انا من المؤيدين ان يكون للاخوان حزب سياسي و لكن لا تكون له اي ميزة في استخدام الاسلام لصالحه . فالاسلام ليس ملكا للاخوان فالاسلام لكل المصريين المسلمين و الحضارة الاسلامية ملك لكل مصري مسلم و مسيحي فالمسيحيين شركاؤنا في صنع الحضارة على مدار 14 قرن كعرب و كمسلمين و انا لا ارى ان هناك مصلحة لامتنا العربية و لا لنا كمصريين ان تحدث قسمة بمعيار المسلم و المسيحي فهذا من المحاذير و لهذا انا ضد وجود احزاب على اساس دينى و لكن إذا رأى الاخوان انفسهم انهم جماعة سياسية فلهم حقهم في قيام حزب .

و مسألة المرجعية الدينية هذه موجودة عند الجميع فانا عندي مرجعية دينية فانا في النهاية مسلم و امين اسكندر ( المفكر العربي الكبير ) له مرجعيته الدينية كمسيحي و انا مسلم متدين و امين مسيحي متدين و كنت انا وكيل مؤسسين حزب الكرامة العربية الاسبق و هو الوكيل الحالي فنحن مرتبطين بديننا و معتزين به و فخورين به و نريد اطار من مراعاة حرية العقيدة التى تشكل مبادئنا و لكن لا يشكل حزب على اساسها.

هل تعتقد ان بامكان الاخوان الوصول للحكم في يوم من الايام ؟

في اطار نظام ديمقراطي هذا مطروح لاراء الناس و انا اعتقد ان اى مستقبل ديمقراطي لمصر سيؤدي إلى حكم ائتلافي يجمع كل التيارات و الكيانات الموجودة و لن نسمح لاحد ان يأخذ اغلبية تجعلة يحكم بمفرده بما فيهم الاخوان المسلمين .

كيف ترى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة و التى اتهمها الكثيرون بالتزوير لصالح الحزب الوطنى الحاكم ؟

تزوير واضح .... تزوير فاضح و فج .

ما هو تقييمك لاداء حكومة الدكتور نظيف ؟ فألا تتفق معي ان تزاوج السلطة مع المال في هذه الحكومة أدى إلى هذا الفساد و الفشل الذي احدثته هذه الحكومة ؟

اتهام صحيح و لكنه بدأ من قبل نظيف و استمر في وجوده .

ما هو تقييمك لتجربة الخصخصة في مصر ؟

فساد معلن ... فاهم اوجه الفساد هو تبديد المقدرات و الوطنية و لو كان هناك عدل لوجبت المحاسبة على كل ما بيع في اطار الخصخصة و تقويم جدى و بعضه لابد ان يعاد للشعب بالكامل

ما رأيك في أداء الحزب الحاكم في مصر ؟

هذا اداه سياسية صنعتها الحكومة و ليس حزبا اتى بارادة الجماهير و الديمقراطية . فالحكومة صنعت حزبا في سياق الاستبداد فهذا لا يمثل الجماهير و لا يعبر عن الشارع باي حال من الاحوال .

و ما هو تقييمك لاداء المعارضة في مصر ؟

المعارضة ضعيفة فهناك قيود على اقامة الاحزاب و على حركة الاحزاب فنحن نعيش في مصر في اطار سلطة ضعيفة تقابلها معارضة ضعيفة و اعتقد ان توازن الضعف هذا هو الذي يجعل مصر موجودة في هذه الازمة فتوازن الضعف هذا جعل مصر فى هذه الحالة " محللك سر " إلى ان يقوم الشعب و يتخلص من هذا الوضع .

هل ترى ان مصر تحيا حقا ازهى عصور الديمقراطية كما يردد ساسة الحزب الحاكم ؟

كذب و ادعاء فلو كنا في ازهى عصور الديمقراطية فما كانوا الغوا المادة 88 المعنية بالاشراف القضائي على الانتخابات و ما كانوا وضعوا قيودا على قيام الاحزاب

و لكن هناك رد على هذا بان الاشراف القضائي لا يوجد في اي دولة من دولة العالم ؟

و لكننا نريده هو غير موجود في ايا من دول العالم و لكننا نريده فلماذا يقتدوا بالعالم في هذه النقطة بالذات.

في العالم كله انتخابات نزيهة فلماذا لا توجد لدينا فلماذا التفتوا للعالم الآن .

كامب ديفيد سلام أم استسلام ؟

استسلام طبعا فهي لم تعطي امتنا العربية حقها و اعترفت بوجود اسرائيل و اسرائيل كيان بطبعه استيطاني توسعي همجي و سيبقى وجود اسرائيل خطرا على مصر ناهيك عن فلسطين فهي خطر دائم على مصر و لن نكون في حالة ديمقراطية أو اصلاح او تنمية متكاملة إلا في حالة مقاومة اسرائيل فكامب ديفيد قيد على إرادة مصر و على علاقة مصر بالدول العربية و على دورها و على استقلالها و حريتها

و ماهو تعليقك على اصرار القادة العرب و على رأسهم مبارك على استئناف المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي اعلن فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو شروطه المسبقة لعقد اي مفاوضات ( القدس عاصمة ابدية لاسرائيل ، يهودية الدولة الاسرائيلية ، دولة فلسطينية منزوعة السلاح )

لان وجود اسرائيل يضمن لهم استمرارهم على كراسيهم و تأمين مشاريعهم لنهب ثروات شعوبهم و مقدرات بلادهم لذلك فهم يصرون على مثل هذه المفاوضات العبثية التى لم و لن يجنى منها الشعب الفلسطينى أو العربي شيء .

كنت النائب الذي فضح جريمة تصدير الغاز للكيان الصهيونى فرجو من سيادتك ان توضح للقراء ملابسات هذه القضية ؟

لقد كشفت ما يحدث من تصدير الغاز المصري للكيان الصهيونى و طلبت المحاسبة عليه و منعه و لقد انكروا في البداية و في النهاية اضطروا ان يعترفوا تحت الضغط الاعلامي و الشعبي و بعد تفجيري للموضوع انضمت الينا شخصيات وطنية على رأسهم السفير ابراهيم يسرى شكلت حركة وطنية كبيرة وقفت امام هذه الجريمة فنحن نبيع ثروة و طنية "برخص التراب" لعدونا و كأننا نعطي الوقود لالة الحرب الاسرائيلية و نحرم المصريين من الكهرباء فقد كنا نبيع الغاز 1.2 و نعيد استيراده ب 14 دولار و قد طالبت في كل الاحوال بمنع تصدير الغاز للعدو الصهيونى و قلت ان هذه جريمة وطنية و جريمة اقتصادية و جريمة اخلاقية يجب من منعها .

هل تعتقد ان حادث مقتل خالد سعيد هو حادث فردي أم ان ما حدث هو جريمة نظام ؟

جريمة نظام لانها موجودة و مستمرة فخالد قتل و عرفنا و هناك غيره الكثيرين يقتلون دون ان نعرف أو نعرف لا نسلط الضوء فهناك منهج منظم في عدم احترام حقوق الانسان و ليست جريمة لاحد الافراد و هذه الجريمة تمارس بشكل ممنهج في كثير من اقسام الشرطة و في الشارع و هذا عار على المصريين ان يقبلوه و ينبغي المحاسبة عليه و هنا تكمن اهمية تسليط الضوء و الرفض الشعبي المصاحب لقضية خالد سعيد .

كيف كانت بدايتك مع عالم الصحافة ؟

انا لا امتلك مشوار يعتد به في عالم الصحافة فلا اعتبر نفسي صحفي ماهر . منذ ان كنت طالب بدأت في الكلية في جريدة صوت الطلاب و التى ترأسها استاذ فاضل احترمه و ان كنت اختلفت معه كثيرا سياسيا و بعد ذلك ترأست تحرير هذه الجريدة و بعد العمل منعت من العمل في الصحافة بامر من السادات و سنة 81 عملت مراسلا لوكالة الخليج وبعد ذلك بفترة استقلت منها و قمنا بانشاء مركز صاعد و الذي نراسل من خلاله العديد من الصحف العربية و كانت مدرسة هامه تخرج منها عدد من وجوه الصحافة المحترمين و بعد ذلك توليت مسئولية رئاسة تحرير جريدة الكرامة إلى ان تولى هذه المسئولية الاستاذ عزازي على عزازي و في هذا المشوار اعتقد انى عملت صحفيا فترة كنت مراسلا و عندما كنت رئيسا لتحرير مركز الاعلام العربي صاعد .

فى فترة من الفترات وجهت العديد من الاتهامات لجريدة الكرامة منها خروجها عن آداب المهنة و عن ميثاق الشرف الصحفي و ذلك

بعد سلسلة من المقالات و المانشيتات الساخنة و التى اصطدمت من خلالها مباشرة مع مبارك منها

مقال " اشعر بالعار لانك يا مبارك رئيسا لمصر " للدكتور عبد الحليم قنديل

مقال " من يخون مصر "

مقال " لعن الله قوما لو أمروهم طيارا"

مقال " العشر المبشرون بالنار أولهم مبارك "

و مانشيت و رد على لسانك " ضفر حسن نصر الله برقبة كل الحكام العرب "

فما هو ردك على هذه الاتهامات الموجهه للجريدة باعتبارك أحد مؤسسيها و المشرف العام الحالي لها

لقد قمنا بالتصدي لهذا الاتهام وقتها و قمت بنشر بيان موقع من جريدة الكرامة و نشر فيها و قلنا من خلاله اننا مع حق الصحافة في انتقاد الرئيس و ضد التطاول عليه شخصيا و هذا هو موقفنا و لكن الصحافة نجحت في ان تنتزع الحق في مهاجمة الرئيس و انتقاده بنضال صحفيين محترمين على رأسهم عبد الحليم قنديل و هذا الحق تكرس في هذه المعركة و التى فجرها المجلس الاعلى للصحافة و صارت قضية ثبتنا فيها هذا المعنى و انا اعتقد ان كل صحفي له الحق في انتقاد الرئيس اما شتيمة الرئيس او غيره فهى لا تدخل في اطار حرية الصحافة .

اعلنت منذ فترة عن نيتك لخوض انتخابات الرئاسة 2011 و السؤال كيف يمكنك ذلك في ظل وضعك الحالى فانت ترأس حزب ما زال تحت التأسيس و حتى لو تم الاعتراف به فالدستور يلزم المرشح لرئاسة الجمهورية ان يكون من الهيئة العليا لحزب مر عل تأسيسه 5 أعوام على الاقل . اذن فكيف سترشح نفسك لانتخابات الرئاسة

قرار حزب الكرامة بترشحي لرئاسة الجمهورية كان مشروطا بشرطين تعديل الدستور و هذا ما نناضل من اجله و تزكية شعبية لى بالاستمرار و هذا يتم في اطار الحملة الشعبية لدعم حمدين صباحي مرشحا شعبيا لرئاسة الجمهورية و بدون تعديل الدستور و في ظل الاوضاع الحالية أنا لن ارشح نفسي للرئاسة .

و لكن البعض يتساءل لماذا لا تنضم لحزب رسمى قائم حاليا و تترشح لمنصب الرئاسة من خلاله و قد جاءت دعوه بالفعل من احد الاحزاب ؟

لانى اذا ترشحت من خلال حزب ساكون جزءا من ديكور و ساكون كمحلل لمرشح الحزب الوطني كي يبدو انه نجح في اطار انتخابات و منافسة و انا غير مستعد لهذا فاذا كان هناك انتخابات جادة سأشارك فيها و مهيأ لها و اذا كان ديكورا فلن اشارك فيه .

و لكن ألا ترى أن انضمامك لحزب يتيح لك الترشح و من ثم عرض شخصك على الناس و معرفة الناس بك و حتى و ان تم تزوير الانتخابات فقد كسبت معرفة الناس لك و من يدري فمن الممكن ان تكسب الانتخابات كما حدث معك في دائرة البرلس و الحامول في انتخابات مجلس الشعب فالبرغم من انك كنت شخص غير مرغوب بدخوله البرلمان من قبل اجهزة الدولة إلا انك دخلت البرلمان نتيجة مؤازرة اهالي البرلس و الحامول لك و وقوفهم معك .

انا احترم هذا الرأي و لكنني لست معه فلن نكون جزءا من ديكور ديمقراطي كما ان ما حدث في بلطيم لا يمكن ان يعمم على مصر كلها فانت لا تستطيع ان تحشد اهل مصر كلهم كي يصحبوا صناديق الانتخابات و يأمنوا نتائجها كما فعل اهل بلطيم و الحامول فالامر يختلف إذا ما قيس على مصر كلها .

و لكن البعض يزعم ان مصر لا يمكن لها ان تحكم دون حاكم عسكري و يستشهدون على ذلك ان الاربعة رؤساء الذين حكموا مصر حتى الان كان من العسكريين فما هو ردك على هذا الزعم

اظن ان هذه حجج واهية و خاطئة و فلقد دخلنا عصر ان تختار الجماهير من يحكمها

اعلن د. البرادعي مؤخرا عن رغبته الترشح لرئاسة الجمهورية فما هو تقييمك للدكتور محمد البرادعي و في فكرة ترشحه لانتخابات الرئاسة 2011

البرادعي قامة وطنية محترمة و اضافة جادة في الدعوة للتغيير

بالنسبة لموضوع التوقيعات بداية ارجو من سيادتك ان توضح لنا

فكرة هذه التوقيعات و الغرض من جمعها .

ان يكون الشعب شريكا في عملية التغيير و هو اعراب عن نية الجماهير في مشاركتك و بعد ذلك يشاركوك في احداث التغيير

و لكن ألا يوجد تعارض بين جمع هذه التوقيعات و جمع توقيعات الجمعية الوطنية للتغيير فالبعض يقول انه من الاجدر أن يلتف جميع المرشحين لرئاسة الجمهورية حول بيان واحد للتغيير و عندما يتم هذا التغيير المنشود يبدأ كل مرشح بالدعاية لنفسه

لا يوجد تعارض فنحن جميعا نجمع توقيعات للجمعية الوطنية للتغيير و هناك من يجمع توقيعات لدكتور البرادعي و هناك من يجمع توقيعات لايمن نور و هناك توكيلات لحمدين و في النهاية كل التوقيعات تتكامل مع بعضها البعض و لا تعارض بينها .

هناك اسماء أخرى مطروحة للترشح لرئاسة الجمهورية أبرزها د. أيمن نور و د. محمد البرادعي و السؤال هو ما الذي يدفعني كمواطن ان انتخبك و لا انتخب د. البرادعي أو د. نور أو بمعنى آخر ما هو برنامجك الانتخابي و ما الاختلاف بينه و بين طرح باقي المرشحين

ان خطاب التغيير السائد في مصر ذو طبيعة ليبرالية يتناول القضية الديمقراطية و الحقوق السياسية و برنامجى يعيد الاعتبار للقضية الاجتماعية فهي قضية متكاملة و متوازية مع اعادة توزيع هائل للثروات مع تمكين قطاع عام بجانب قطاع تعاونى و قطاع خاص مع تنمية مخططة معتمدة بالدرجة الاولى على الذات مع اتاحة تكافؤ الفرص و ذات رؤية ذات طابع اشتراكي و هذا غير موجود في خطاب التغيير السائد او عند باقي المرشحين و اعتقد ان هذا يوضح الرؤية و القضية الوطنية غائبة عن خطابهم فلا حديث عن علاقتنا بامريكا و لا الكيان الصهيونى و لا موقفنا من كامب ديفيد و انا موقفى ثابت تجاه هذه القضايا انا اعتقد ان هذا يقدم برنامج واضح و الاهتمام من وجهة نظري و لا اقول انه بالضرورة افضل و لكنى ارى انه اكثر تعبيرا عن احتياجات المصريين و عن ضرورات تطور حقيقي في اوضاع مصر و بناء كامل و شامل فالتغيير لا يقتصر فقط على السطح السياسي و لكنه في عمق التركيبة الاجتماعية و الطبقية في مصر و في دور مصر في قلب امتها العربية و قارتها الافريقية و عالمها و هذا البرنامج الذي اطرحه اعتقد انى مرشح له و لهذه الرؤية و هذا البرنامج الذي اصيغه سأطرحه على شركاؤنا و نتحاور حوله فخطوط البرنامج العريضة عندي و تفاصيله نصنعها من خلال حوار ديمقراطي .

هل هذا البرنامج افضل من برنامج نور او البرادعي اظن ان الحكم في ذلك للناس و ليس لي .و ان كنت اراه هو المعبر عن مطال الشعب .

ماهو تقييمك لجمال مبارك و هل ترى انه يصلح أن يكون رئيس جمهورية ؟

لا يصلح فهو استمرار لنفس سياسات الفقر و الفساد و التبعية و الاستبداد و لكنه استمرار اسوأ و افدح و انكى ثم فضلا عن هذا الجانب السياسي فالتوريث عار اخلاقي فلا احد عنده كرامة يرضى ان يكون ابن رئيس الجمهورية رئيس جمهورية و هو لا يمتلك مؤهلات تؤهله لذلك .

و لكن البعض يرى في ذلك اجحافا و