هم الرزق واعتلال القلب

من طرف **عذاري** الجمعة 22 أكتوبر 2010, 5:28 am

هم الرزق واعتلال القلب

قال الشيخ: من علامات اعتلال القلب وموته كثرة اللغط باللسان في أي شيء، دون أن يراعي في ذلك حرمة لله أو للناس، إذ من المعلوم أن من كثر لغطه جل غلطه، ويكفي اللسان شينا أنه يصرف صاحبه عن التفكر والشهود.

فضلا عما يمكن أن يورط صاحبه فيه من طامات العجب والغيبة والرياء، ومثله أيضا الصمت عندما يستوجب الأمر الكلام من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر أو نصرة مظلوم أو شهادة حق، اذ أن الصمت في هذه الحالات لا يقل عن اللغط في الكبائر المذكورة وما كب الناس في النار أكثر من ألسنتهم.

ومن علامات اعتلال القلب مرور الأوقات وفيها ما فيها من نفحات يمكن أن يتعرض لها العبد دون عمل أو اقبال على الحق سبحانه وتعالى، فما أسرع طي الأيام وهي تتوالى وأنفاس العبد خطواته إلى القبر، وما من يوم يمضي الا وفيه ألف فرصة ضائعة لاعمار الاخرة، الا أن أكثرنا مشغول بتحصيل رزقه مع طمع كبير يحمل صاحبه المشاق ولو اكتفى بالقليل لكان أسلم لدينه وآخرته، فضلا عن كونه لو كان حاضرا مع الله متوجها له بالنية والقصد لانقلب سعيه لرزقه وحتى عاداته إلى عبادات.

ومن علامات اعتلال القلب وموته كثرة العلم وقلة العمل والإلحاح في النصح مع التقصير والكسل، ولا يعفي صاحبه أن يقول: علي البلاغ وان لم أعمل، فقد قال الحق سبحانه وتعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

والأمر أعظم ان كانت كثرة العلم والنصح مقرونة بقلة الخشية وكثرة الزلل، ذلك أن من هذا هو حاله لا يمكن أن يكون من أصحاب القلوب السليمة التي وصفها الحق سبحانه وتعالى بأنها تفقه، (لهم قلوب لا يفقهون بها) ولعمري ان وصف القلب هنا بأنه لا يفقه من اعجاز القرآن الكريم اذ ما فائدة فقه العقول ان لم يصاحبه لين وخشية في القلب.

ان من علامات صحة القلب وسلامته ألا يلازم الانسان من الأعمال ما يسوءه يوم نزوله قبره وأن يكثر مما يفرحه يوم موته وفي قبره ويوم حشره، واعلموا ان أصل كل علة في القلب هو التوقف على هذه الدنيا ونسيان الآخرة، والقلب خلق ليكون مهبط أنوار الهداية ومرجل نيران المحبة لله ورسوله ومن هنا كان شرفه.

اما نحن فقد ملأناه بالأماني الرخيصة والشهوات الدنيئة والآمال التي لا قيمة لها ولا وزن، وأكثر ما يشغل قلوبنا هم الرزق مع كثرة الطمع، مع أن الحق سبحانه وتعالى كفانا هذا الهم، قيل لبزرجمهر الحكيم:لم لا تنظر في القدر؟

فقال كيف أنظر في القدر وقد رأيت ظاهرا استدللت به على باطن، رأيت أحمق مرزوقا وعاقلا محروما فعلمت أن التدبير ليس للعباد وأن لله علما وتدبيرا، فالمرء يخطئ ولا تخطئ المقادير، وقد وكل الحرمان بالعقل والرزق بالجهل ليعتبر العاقل فيرى أن الرزق ليس فيه حيلة.

وقد أخبر النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام أن نفسا لا تموت حتى تستوفي أجلها أو رزقها، وكما قال عليه الصلاة والسلام، فعلى ماذا التطاحن والتدافع والتنافس والتسابق والتآمر والتقاتل وكلٌ له رزق مقسوم لن يحرم من مقدار حبة خردل منه.

قال بعضهم: الحريص على الدنيا ان ظفر بما حرص عليه طاب له الامساك به وان حرم منه جد في طلبه فصار بين هاتين الحالتين متعوبا لا راحة له وهي أسباب تموت لها القلوب.

وما من علاج يجدي الا التفكر في حقيقة هذه الدنيا والاكتفاء بالقليل منها، فقليلها يكفي ويرضي ويريح ويجعل صاحبه من العاملين للاخرة، أما كثيرها فلا حدود له وبالتالي لا حدود للطمع فيه واللهاث خلف المزيد الذي يمكن أن يزيد حتى يلقى صاحبها الله وهو خالي الوفاض وقد ترك ما سعى طوال عمره له لغيره ولم يرحل الا بقليل عمله.

ماهر سقا أميني

من طرف **dandana ali** الجمعة 22 أكتوبر 2010, 9:35 pm

شكرررررررررررررررررررا عذارى على هالموضوع المتميز

من طرف **سجده** السبت 23 أكتوبر 2010, 5:10 pm

الله يا عذاري

موضوع اكثر من رائع

جزيتي خيرا اخيتي الحبيبه

من طرف **عذاري** الأحد 24 أكتوبر 2010, 5:30 pm

dandana ali كتب:شكرررررررررررررررررررا عذارى على هالموضوع المتميز

العفووووووووووو
dandana ali
نورتي الموضوع
جزاكي الله خيرا

من طرف **عذاري** الأحد 24 أكتوبر 2010, 5:33 pm

سجده كتب:الله يا عذاري

موضوع اكثر من رائع

جزيتي خيرا اخيتي الحبيبه

سجده
نورتي الموضوع
جزاكي الله خيرا

هم الرزق واعتلال القلب

هم الرزق واعتلال القلب

رد: هم الرزق واعتلال القلب

رد: هم الرزق واعتلال القلب

رد: هم الرزق واعتلال القلب

رد: هم الرزق واعتلال القلب