ساحة ملتقى العقول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إعلامنا.. وجيل الغد الموعود

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

إعلامنا.. وجيل الغد الموعود Empty إعلامنا.. وجيل الغد الموعود

مُساهمة من طرف عذاري الثلاثاء 26 أكتوبر 2010, 7:34 am


إعلامنا.. وجيل الغد الموعود Jb12880781601


إعلامنا.. وجيل الغد الموعود






يواجه إعلامنا العربي تحديا كبيرا في ظل سباق فضائي لا يعرف المتابع مهما تمتع بقدرات خارقة على استشراف المستقبل منتهاه أو محطة الوصول، فكل يوم يفاجئنا عصرنا بالمزيد من وسائل ووسائط إعلامية جديدة. ما نلبث مناقشة الجوانب المحيطة بواحدة منها سلباً وإيجاباً حتى نجد أنفسنا أمام شكل جديد نرقبه ثم نتلمس آثاره، وهكذا دواليك، حتى بات من الصعب التحكم في هذه الوسائل أو متابعة مضامينها.


وقد يعتقد البعض بأن آليات المواجهة تتطلب إطلاق مزيد من الأقمار الاصطناعية، أو بث قنوات جديدة تضاهي في عددها القنوات الوافدة، والحق أنني من الذين يرون أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام العربي ليس هو تحدي الكم، سواء كم الأقمار الاصطناعية وما تحمله من قنوات جديدة لا نشعر في كثير من الأحيان بوجودها.


وإذا وجدناها زادت حيرتنا وحسرتنا على ما تقدمه من مضامين، إنما التحدي الذي يواجه إعلامنا العربي هو تحدي المضمون، وليس التكنولوجي، فالتكنولوجيا يمكن اقتناؤها، وبث عشرات القنوات كل يوم لم يعد بالأمر المعجز. إلا أن الإشكالية تظل في ما يتم تقديمه، في ظل قدرات إنتاجية عاجزة عن ملء هذا الكم الهائل من ساعات البث.


فنجد أنفسنا أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما استيراد برامج أنتجت لبيئة غير بيئتنا، أو تقليد نماذج غريبة عنا واستنساخها، بدءًا من المسلسلات والأفلام، وليس انتهاء ببرامج الأطفال، التي بات بعضها يشكل عبئًا نفسيًا علينا كآباء ونحن نرى ما يشاهده أطفالنا كل يوم.


ومصدر هذا القلق أن الطفل من أكثر الشرائح المجتمعية التي يجب أن نتحسب ألف مرة في ما نقدمه له. لأننا بحسن رعايته وتكوينه نكوّن مستقبل أوطاننا، فهم جيل الغد الموعود وزخر الوطن وعدة مستقبله، والعناية به واجب يتعاظم في ظل تيارات تحيطه من كل جانب لا تكل ولا تمل لفرض هيمنتها الثقافية على شعوب العالم، ومحو ثقافتهم الأصلية أو تهميشها، وتدرك أن أفضل الطرق لذلك يبدأ من تشكيل عقل الطفل ووعيه بالشكل الذي تريده، حتى وإن طال بها الأمد، إلا أن نتائج ذلك في المستقبل المنظور مضمونة من دون شك.


نحن كذلك نخطئ حين نتعامل مع الطفل باستخفاف؛ لنلهيه أو نسليه، دون أن تكون هناك خطة مدروسة تستثمر عقله الذي به يتكون مستقبل الأمم وتبنى الحضارات، في ظل دراسات تثبت أن أطفالنا يكتسبون 98؟ من خبراتهم عن الكون والمجتمعات والبشر عن طريق حاستي السمع والبصر، منها 90؟ بحاسة البصر، و8؟ عن طريق السمع، و2؟ باقي الحواس.


إن وسائل الإعلام، وبخاصة التلفزيون، قد تتحول إلى دور المربي، أو بديلاً عنه، في ظل غياب دور الأسرة أو ضعفه. وقد أخذت القيم التي تأتي إلى الطفل في صور مبهرة عبر برامج العنف والجريمة تملأ الفراغ القيمي الذي تخلت عنه الأسرة المنشغلة دائماً بهموم بعيدة في أغلبها عن تكوين شخصيته.


وفي دارسة أجرتها اليونسكو حول معدلات تعرض الأطفال في العالم العربي للتلفزيون، أوضحت أن الطالب قبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره يكون قد قضى في مشاهدة المضامين المقدمة تلفزيونياً نحو اثنتين وعشرين ألف ساعة، في حين أن ما يقضيه في قاعات الدراسة حتى المرحلة العمرية نفسها لا يتعدى 14 ألف ساعة، ويتعاظم ذلك الدور إذا علمنا أن الطفل دائماً يميل إلى تقليد ما يراه من شخوص ونماذج سلوكية، في الوقت الذي لا يستطيع فيه أن يميز بين الواقع والخيال.


فينظر إلى ما يراه على أنه الواقع الحقيقي، والشخصيات المقدمة تلفزيونياً هي أقرب الشخصيات إلى نفسه، إضافة إلى ما يردده الأطفال من أغاني الإعلانات وشعاراتها ورقصات الرياضيين والمشاهير، ومع التكرار والإبهار الفني الذي يحظى بإعجابه ويشده، وفي غياب البديل، تصبح السلوكيات المقدمة هي النموذج الذي يتم محاكاته مهما كانت خطورته وأضراره.


كما أن إغراق الطفل في مشاهد العنف والقتل يرسخ لديه اعتقادا بأن ذلك عمل اعتيادي، بل طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه، فيألفه ويقبله، وقد يقلده مستقبلاً، فضلاً عن ترسيخ قيمة أن البقاء لمن يملك القوة الجسدية. وفي المجتمعات التي تعج أعمالها التلفزيونية بالعنف تجدهم حريصين على إبعاد أطفالهم عن مشاهدة هذه النوعية من البرامج من خلال وسائل تقنية تشرح لهم ما يرونه وتحدد درجة العنف والأعمار السنية التي ينبغي ألا تشاهد مثل ذلك.


إذا أضفنا إلى ذلك أن البرامج الموجهة للأطفال تعتمد في أغلبها على السرعة لتحافظ على شد انتباهه إليها، فإنها في الوقت ذاته لا تتيح لهم فرصة التفكير وإعمال عقولهم، كما تحول بينهم وبين المشاركة ولو بخيالهم، فيستسلم الطفل لما يراه، دون بذل الجهد، سواء بقبوله أو رفضه، للحد الذي يصيب بعضهم بالبلادة والكسل الذهني، ولا ننسي أن قطاعاً غير قليل من الأطفال يشاهدون برامج معدة للكبار تؤثر في وجدانهم بأحداثها وألفاظها التي يحفظونها ثم يرددونها.


إن الخروج من هذا كله لن يتأتى إلا بأيدي مبدعينا، وإن الخطأ الناتج عن ضعف الإنتاج العربي المخصص للأطفال لا يجب أن يعالج بخطأ آخر وهو الاستمرار في استيراد برامج لن تقيم لأبنائنا عوداً، ولكن لابد من تطوير إبداعاتنا الخاصة بالطفل لتكون ثرية وجذابة ومتنوعة، في الوقت الذي تحمل قيمة ترتاح لها نفوسنا وتطمئن قلوبنا، بدلاً من برامج الجان والعفاريت التي تصيبهم بالهلع، وتلاحقهم صورها البشعة حتى في منامهم، لنستيقظ على صرخات فزعهم وفزعنا.


ويتم ذلك من خلال تعاون وثيق وتناغم مفقود منذ زمن بين الإعلاميين والتربويين، لينتج لنا ذلك عملاً ينمي لديهم القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب والمقبول وغير المقبول في القول والسلوك، ويطلق طاقاتهم الإبداعية وملكاتهم الفنية، ويفجر لديهم طاقات الابتكار بدلاً من البارود والقنابل، ويساعدهم على تعلم وصقل مهاراتهم بدلاً من إصابتهم بالبلاهة والكسل، ويؤصل لديهم حب الوطن والاعتزاز به.


بدلاً من إصابتهم بالاغتراب الناتج عن مشاهدة مضامين يرون أنها لا تعبر عن بيئتهم ومجتمعاتهم وتقديم القدوة والنموذج الذي يُحتذى به، بدلاً من النماذج المشوهة التي تفرض عليهم وتكرر ليل نهار.


برامج تثير خيالهم لكن لا تدمره، تساعدهم على فهم اللغة العربية المبسطة بدلاً من أن تزيد الفجوة بينهم وبين لغتهم عن طريق شيوع الكلمات غير اللائقة، في الوقت نفسه تسليهم وتمتعهم من خلال قوالب غير مملة أو وعظية في قالب ينفر منه عند بدء مشاهدته. ولا يعني ذلك أن ننغلق على أنفسنا، ولكن ندقق الاختيار في ما نقدمه لهم، أياً كان مصدره، بما يساعد على تكوين جيل للغد الموعود.





بقلم :د. خالد الخاجة

عميد كلية المعلومات والإعلام ـ جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا


عذاري
عذاري
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إعلامنا.. وجيل الغد الموعود Empty رد: إعلامنا.. وجيل الغد الموعود

مُساهمة من طرف dandana ali الثلاثاء 26 أكتوبر 2010, 11:28 pm

جزاكى الله خيرا عذارى
dandana ali
dandana ali
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 2398
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
العمر : 33
الموقع : مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إعلامنا.. وجيل الغد الموعود Empty رد: إعلامنا.. وجيل الغد الموعود

مُساهمة من طرف عذاري الأربعاء 27 أكتوبر 2010, 6:12 pm

dandana ali كتب:جزاكى الله خيرا عذارى




dandana ali
نورتي الموضوع
جزاكي الله خيرا
عذاري
عذاري
منسق تابع للإداره
منسق تابع للإداره

عدد المساهمات : 12704
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
الموقع : سلطنه عمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى