حشود في (اللاعودة) اليمنية والهدوء يسود السعودية ومخاوف بحرينية من تهديد السلم الأهلي

من طرف **عذاري** السبت 12 مارس 2011, 7:24 am

(الاحتجاجات العربية):

حشود في (اللاعودة) اليمنية والهدوء يسود السعودية ومخاوف بحرينية من تهديد السلم الأهلي

عواصم ـ الوطن ـ وكالات:تواصلت الاحتجاجات في عدة عواصم عربية فيما خيم الهدوء على أخرى رغم دعوات التظاهر ففي اليمن تدفق اليمنيون على الشوارع والأزقة المحيطة بجامعة صنعاء في أكبر احتجاج تشهده العاصمة منذ بدء المظاهرات في يناير وتبادل العشرات من المؤيدين والمعارضين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح التراشق بالحجارة خارج الجامعة اليمنية فيما أطلق سكان النار في الهواء في محاولة لفض الاشتباك. وقال محتجون يقفون على مقربة من الاشتباكات لرويترز إن نحو عشرة أشخاص يتلقون العلاج من إصابات طفيفة ونظم عشرات الآلاف مسيرات في تعز وإب إلى الجنوب من العاصمة. وأصيب ثلاثة اشخاص في مدينة عدن الساحلية الجنوبية بالرصاص فيما سقط ستة مصابين آخرين بسبب الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة لتفريق الآلاف الذين خرجوا في مسيرة مناهضة للحكومة. وفي منطقة أخرى في الجنوب قال مسؤولون إن مسلحين مجهولين قتلوا أربعة جنود كانوا في دورية بمدينة الهجرين في جنوب شرق اليمن. والقى المسؤولون باللائمة على تنظيم القاعدة. ولم يعر المحتجون خلال اليوم الذي أطلقوا عليه "جمعة اللا عودة" اهتماما لما عرضه صالح أمس الاول من صياغة دستور جديد يجري الاستفتاء عليه هذا العام وإجراء إصلاحات انتخابية. وفي العاصمة البحرينية اطلقت قوات مكافحة الشغب البحرينية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة مناوئة للحكومة في مسعى لمنع الاحتكاك مع تظاهرة أخرى مؤيدة للحكومة جنوب المنامة وفق ما أفاد مراسل لوكالة.
وأتى ذلك بعد أن حذرت وزارة الداخلية من تهديد السلم الأهلي وأعمال "الفتنة.
وردد متظاهرون شعارات مناهضة للحكومة في تظاهرة انطلقت من قرية عالي باتجاه دوار الساعة في مدخل مدينة الرفاع جنوب المنامة حيث كانت تظاهرة أخرى لمؤيدي الحكومة تنتظر قرب الدوار يحمل بعض أفرادها العصي والألواح الخشبية وبعض السيوف وقضبان معدنية.
وقام بعض المتظاهرين في التظاهرة المناوئة للحكومة برمي قوات مكافحة الشغب التي اصطفت في الشارع لتفصل بين التظاهرتين بالحجارة فقامت الشرطة باطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين.
وكان بعض المتظاهرين في هذه التظاهرة (المناوئة) قاموا لحظة وصولهم إلى المكان بتقديم الورود لرجال الشرطة وهم يهتفون "سلمية.. سلمية" في مسعى للتأكيد على الطابع السلمي لتظاهرتهم. وتجمع المئات من مؤيدي الحكومة في مدينة الرفاع جنوب المنامة لاعتراض مسيرة مناوئة للحكومة تردد أنها ستتجه للديوان الملكي في المدينة في وقت حذرت فيه وزارة الداخلية البحرينية أن المسيرة "المحتملة" لمنطقة الرفاع عمل يهدد الأمن والسلم الاجتماعي. ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أمس "أن الوضع الداخلي في ظل بعض التصرفات والأحداث التي شهدتها البحرين مؤخرا يدعو إلى القلق والتوتر مما قد يسبب إحداث فتنة وتدهورا أمنيا" مضيفة "الأمر الذي تحذر معه الوزارة من التمادي في مثل تلك الأفعال غير المسؤولة". وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة أنباء البحرين "في هذا الإطار فإن ما يحاول البعض القيام به من مسيرة الى منطقة +الرفاع+ انما هو عمل يهدد الأمن والسلم الاجتماعي نظرا للتداعيات الخطيرة التي تنجم عن مثل هذه التصرف ... خصوصا في ظل إعلان الأهالي رفضهم وعدم السماح بتلك المسيرة الأمر الذي قد يؤدي إلى صدام بين أبناء الوطن الواحد". وأكدت الوزارة أنه "في ظل هذه الأوضاع ومن منطلق الواجب في الحفاظ على السلم الأهلي" فإن "قوات حفظ النظام سوف تتواجد لمنع أي صدام قد يحدث بين الأهالي لا سمح الله". وبعد أن أعربت عن تقديرها "موقف الجمعيات السياسية والشخصيات والفعاليات الوطنية التي دعت الى عدم القيام بهذه المسيرة"، أكدت الوزارة "أن قوات الأمن سوف تقوم بواجبها في حفظ الأمن والنظام العام وحماية المواطنين والمقيمين والممتلكات العامة والخاصة في جميع مناطق المملكة". وفي السعودية ساد الهدوء المملكة وانتشرت الشرطة بكثافة أمس في إحياء الرياض التي لم تشهد أي تظاهرة على الرغم من دعوة الى "يوم غضب" للمطالبة بإصلاحات سياسية، غداة إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح في شرق المملكة كما ذكر شهود عيان. واطلقت مجموعة من الناشطين نداء عبر موقعي فيسبوك وتويتر الى التظاهر في حي شمال العاصمة السعودية بعد صلاة الجمعة. وشملت الدعوة مدنا اخرى من بينها جدة غرب المملكة والدمام في الشرق. ويطالب هؤلاء الناشطون بإقامة مؤسسات منتخبة بدلا من مجلس الشورى الذي يعين الملك أعضاءه، والحكومة التي يبت الملك ايضا في تعيين أعضائها. ولم تسجل أي تظاهرات أمس في الرياض أو المدن السعودية الأخرى. وتمركزت عشرات من سيارات الشرطة في منطقة العليا بشمال العاصمة وأقيم حاجز على الأقل للتحقق من هويات المارة على الشارع الرئيسي للمنطقة. وذكرت السلطات السعودية مرارا خلال الايام الاخيرة بحظر التجمعات والتظاهرات في المملكة وبان الشرطة مخولة التدخل لفرض احترام القانون. وفي الكويت استخدمت شرطة مكافحة الشغب الكويتية قنابل مسيلة للدموع أمس لتفريق مظاهرة لسكان لا يحملون الجنسية (البدون) يطالبون بمزيد من الحقوق. وتقدمت الشرطة صوب نحو 200 محتج تجمعوا في احد احياء مدينة الكويت بعد صلاة الفجر. ثم اطلقت بعد ذلك قنابل مسيلة للدموع على الجمع مما دفعهم الى الجري والبحث عن ساتر. وجاء احتجاج امس بعد احتجاجات شارك فيها بضع مئات من الكويتيين يوم الثلاثاء مطالبين بتغيير رئيس الوزراء والمزيد من الحريات السياسية. وتجمع المحتجون في موقف للسيارات أطلقوا عليه اسم "ميدان التغيير" أمام مبنى حكومي وطالبوا برحيل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح ابن أخ الأمير. وفي العراق تظاهر آلاف العراقيين في بغداد وعدد منالمحافظات أمس الثالث على التوالي منددين بالفساد وبسوء الخدمات وسط اجراءات مشددة اتخذتها القوى الامنية، رغم تراجع اعداد المشاركين في هذه التجمعات.
وفي ساحة التحرير في بغداد، تجمع حوالي خمسمئة شخص غالبيتهم من اليساريين وسط اجراءات مشددة اتخذتها القوى الأمنية.
ورفع المجتمعون في ساحة التحرير في ظل نصب الحرية أعلاما عراقية ولافتات كبيرة كتب عليها "نطالب بإقالة محافظ بغداد" و"الشعب يريد توفير الخدمات".
كما أطلقوا هتافات عدة بينها "نفط الشعب للشعب وليس للحرامية" و"حظر التجول باطل، وهدر الأموال باطل، وراتب مليار باطل" في إشارة الى الرواتب المرتفعة لكبار المسؤولين في العراق.
ولم تقرر السلطات فرض حظر التجول في بغداد خلافا للتظاهرات السابقة.
وحلقت مروحيات تابعة للجيش العراقي فوق المتظاهرين.
وكان حوالي 500 شخص تجمعوا الاثنين الماضي في المكان ذاته تعبيرا عن "ندمهم" للمشاركة في الانتخابات التشريعية، كما تظاهر حوالي ألفي شخص الجمعة الماضي أيضا رغم فرض حظر التجول.وفي السلمانيةحاول محتج إضرام النار في نفسه في إقليم كردستان العراقي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي أمس الجمعة حيث احتشد متظاهرون في ميدان للمطالبة بإسقاط الادارة الإقليمية. كما شهدت عدة مدن عراقية أخرى احتجاجات لكن الأعداد كانت أقل مما كانت عليه في أسابيع ماضية ولم تقع أحداث عنف كبيرة. وقالت ناسك قدير المتحدثة باسم المحتجين في مدينة السليمانية الكردية إن أحد المتظاهرين سكب الكيروسين على نفسه وحاول إضرام النار لكن متظاهرين أخرين انقذوه ولم يتعرض لحروق كبيرة.